الجيل أو الأجيال هي الفترة الزمنية الفارقة بين الناس، بمعنى أن الذي أمامك إذا كان فارق العمر بينك وبينه لا يقل عن ثلاثين عاماً فإنه جيل مختلف بثقافته وأسلوب حياته. السؤال هل يوجد جيل الطيبين؟! من وجهة نظري، كوني مفكراً وكاتباً، فإنه لا يوجد شيء اسمه جيل الطيبين، وهذه وجهة نظري التي أراها، وهي قائمة على معانٍ واضحة وأصول ثابتة. إن الله خلق الإنسان مكرماً، وجعله خليفته في الأرض، ليعمرها جيلاً بعد جيل إلى أن تقوم الساعة. إن عبارة جيل الطيبين هي عبارة محطمة للأجيال الصاعدة والطموحة بل إنها تستصغر الأجيال الحالية. إن كل جيل في هذه الدنيا وهذا الوقت له من المآسي والظروف الصعبة والتحديات العديدة وغير المتناهية، فلا يوجد جيل طيب أو غيره لأن الله سبحانه خلق الإنسان في كبَد سواء الجيل القديم أو الجيل الطيب أو جيل هذا العصر، سموها كيفما شئتم. كلمة جيل الأوائل أو جيل الطيبين تجعل هذه الأجيال تظن أنها وجدت بشكل خاطئ، أو أنهم ليسوا طيبين والأخلاق ذهبتم منهم. إن ذلك سوف يتسبب بالتفرقة سواء بالفكر أو حتى بالنظرة السلبية التي سوف يعيشها هذا الجيل، ويجعلهم متقوقعين حول أنفسهم، كذلك يسبب الأنانية والشعور بالنبذ والإقصاء والبعد، كذلك يبعث في نفوس كبار السن أنهم أصبحوا منتهي الصلاحية، وأن جيلهم مضى وانتهى وأصبح ذكريات مؤلمة وفرحة ومحزنة وجميلة. الوصية التي أوصي بها أن نغير مسمى الجيل الماضي من الطيبين إلى مسمى الجيل المكمل فقط. لا بد أن نغرس في الأجيال المقبلة أن الأجيال الماضية هي أجيال مكملة وسلسلة متتابعة لهذا الجيل، وأن هذا الجيل هو الجيل الجديد الذي يكمل مسيرة الأجيال المكملة الماضية. الهدف من ذلك هو غرس روح المسؤولية لدى هذا الجيل، وأنهم أصبحوا جسراً يوصل إلى الجيل الذي بعده، وهكذا هي الأجيال تتوارى جيلاً بعد جيل وثقافة بعد ثقافة ليكملوا بعضهم، لا أن نهدم الماضي أو ننسى الحاضر بل هي حلقة مستمرة من أحداث الحياة المستمرة. لا بد لنا أن نأخذ العبرة والقصص لمن قبلنا ونستفيد منها. إن من مسؤوليات الكبار والأجيال الماضية أن تشجع الأجيال المقبلة، وتعطيهم رسالة ممتلئة بالخير والإلهام.