يقال إن الاعتذار هو من شيم الإنسان. فلم يحدد جنسه ولا عرقه ولا لونه. والسبب لذلك هو لأننا جميعًا بشر نعيش ونتعايش مع من حولنا عبر مواقف يومية وتصرفات لحظية قد تسعدنا أو تشقينا. لذلك يجب علينا التمعن في معرفة متى نعتذر؟ كيف نعتذر؟ وما يجب تجنبه وقت الاعتذار؟ لا شك أن الاعتذار عن الأخطاء والتجاوزات أدب إسلامي رفيع يؤكد نبل من يقدم عليه وكما يقول نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: «كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون». ولذلك لا يجوز للشخص المسلم بحال من الأحوال أن يصر على خطأ، أو يدافع عن سلوكه الخاطئ بالباطل، أو يجد حرجاً في الرجوع عن الأخطاء والتجاوزات التي صدرت منه. فإن أخطاءنا في حق غيرنا سواء بقول أو عمل، يجب علينا إدراك ما تم فعله للشخص الآخر والتقدم بالاعتذار بأقرب فرصة ممكنة. البعض قد يسمح بمرور فترة معينة للاعتذار بحجة أنه لا داعي للاعتذار، أو أنه لا يدرك ما يشعر به الطرف الآخر بسبب قول معين أو عمل. لذا كلما طالت الفترة للمبادرة بالاعتذار، قلّت قيمة هذا الشخص وأصبح القبول لاعتذاره ليس بالسهل. قول أنا آسف وحده لا يكفي للاعتذار. يجب علينا أولاً استيعاب ما تم فعله أو قوله تجاه الشخص الآخر، وما المؤثرات التي طرأت عليه؟ فبداية الاعتذار أجمل وأبلغ بأن تبدأ بالاعتراف بالخطأ الذي ارتكبته. مع توضيح الأسباب وعدم الإحساس بالشعور في وقت وقوع الخطأ. كلما كان الاعتذار أسرع، ستكون ردة الفعل أهدأ. فسارع بالاعتذار ولا تجعل من الوقت سببًا لهدر قيمته المعنوية. يتم الاعتذار عن طريق الاعتراف بالمسؤولية عن السلوك أو الفعل،والتعاطف مع الشخص الذي تمّ جرحه، وتفهم إحساسه ومشاعره. ويجب علينا عدم خلق الأعذار لتبرير ما حصل لأنه يقلل من قيمة الاعتذار لدى الشخص الآخر. ومن الأشياء التي تعزز قوة الاعتذار هي التعبير عن الشعور بالندم وتأنيب الضمير على ما حصل. وأفضل طريقة لتقديم الاعتذار هو التواصل وجهًا لوجه مع الشخص والنظر بعينه لسهولة وصول تعبيرك عن الاعتذار مما حصل. من الأشياء التي يجب تجنبها وقت الاعتذار هي لوم المشاعر للشخص الآخر لأن ذلك يدفعه لعدم تقبل اعتذارك. يجب فقط التقدمبقول الاعتذار وشرح الأسباب وإيصال شعور الندم بأصدق الكلمات.ومن الضروري جدًا استخدام العبارات النابعة من القلب والتي تعبرعن نيتك الصادقة لتجاوز هذه المرحلة والحفاظ على العلاقة بينكما. وفي النهاية، الاعتذار يتطلب القوة والشجاعة للتعبير بصدق عما حدث، والابتعاد عن التبرير للذات والتمعن فقط على إرضاء الشخص الآخر للحفاظ على العلاقة واستمرارها مدى الحياة.