بحلول فصل الصيف وازدياد درجات الحرارة، أحببت أن ألفت الانتباه إلى أمراض فصل الصيف وكيفية تجنبها. فمن أمراض هذا الفصل: زيادة التعرض لضربات الشمس، والجفاف خصوصاً في حالة عدم تناول كميات كافية من المياه، أو بسبب النزلات المعوية نتيجة التعرض للتسمم الغذائي. أيضاً تزداد الإصابة بأنواع من الأمراض الجلدية، مثل: الالتهابات الفطرية والإكزيما، خاصة بالنسبة للأطفال الذين يعانون من الحساسية أو الربو. الأمراض المعدية تعد من أكثر الأمراض التي تصيب الأطفال، لأن مناعتهم تكون أقل مما هي عليه لدى الكبار، ومنها التسمم الغذائي والإسهال الصيفي، والتيفود والدوسنتاريا والباراتيفود، والالتهابات الجلدية. والسبب في انتشار الأمراض في فصل الصيف حرارة الطقس، ما يسبب بيئة خصبة لانتشار ونمو البكتيريا، أيضاً مع الحرارة العالية من الطبيعي أن تفسد الأغذية بسهولة، وغالباً ما يكون الأطفال وكبار السن أكثر عرضة للتسمم الغذائي، ومن الأمراض الأكثر شيوعاً في فصل الصيف أيضاً حروق الشمس، والالتهابات الفطرية وانتشار الدمامل، بحيث تسبب الحرارة الشديدة تعرق الجلد، وهو السبب الرئيس للأمراض الجلدية خلال فصل الصيف، ومنها العدوى الفطرية، بحيث تسبب حكة بين الأصابع في القدمين، وبقعاً متقشرة بيضاء اللون وتنتشر خصوصاً بين الرياضيين، وينصح الأشخاص الذين يصابون بهذه الالتهابات الجلدية بارتداء الجوارب القطنية، إضافة إلى المواظبة على إجراء مغاطس للقدمين، ووضع مساحيق مضادة للفطريات وللتعرق. وكذلك حب الشباب يزداد سوءاً خلال فصل الصيف، بسبب زيادة إنتاج العرق في الوجه، ويؤدي إلى انسداد القنوات الدهنية، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة ظهور حب الشباب. ومن المعروف أنه في الصيف يزداد إقبال الناس على استخدام المسابح ما يؤدي إلى انتشار الالتهابات الجلدية الفيروسية، مثل: الثآليل، والعدوى البكتيرية مثل التهاب الأجربة الشعرية، والفطرية مثل: النخالية المبرقشة، وهذه شائعة جداً بين الناس، الذين يرتادون حمامات السباحة، لذا يجب التأكد من أنها تحتوي على نسب مقبولة من الكلور، كما يجب تجنب البقاء في أحواض السباحة لساعات طويلة. لذلك فهذه بعض النصائح لصيف صحي، والتي منها: اتخاذ التدابير الوقائية، بوضع كمية كافية من الكريمات الواقية من الشمس كل 3 ساعات تبعاً لنوع البشرة، وتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس من الساعة ال 12 إلى ال 3 ظهراً، بلبس قبعة واقية من الشمس إلى جانب استخدام الكريمات الواقية، ولمنع الإصابة وظهور الدمامل على الجلد يجب أخذ حمامات بالماء البارد، إضافة إلى وضع كمادات الماء البارد على الوجه. أما بالنسبة للمسابح حيث يمضي فيها الأطفال معظم الوقت فتعتبر إحدى الوسائل لنقل مجموعة من الأمراض الجلدية، خاصة في المسابح العامة التي يرتادها عدد كبير من الناس، لذلك يجب أن توضع شروط لرواد هذه المسابح مثل إحضار كشف طبي يؤكد سلامة الشخص من أي مرض يمكن أن ينتقل عن طريق الماء والاستحمام قبل النزول إلى حمام السباحة وغيرها، إضافة إلى وجوب وجود جهاز تنقية مياه المسبح «الفلتر»، ووضع المواد المطهرة والمعقمة باستمرار وأخذ عينات من المياه وفحصها، لأنه انتقال الأمراض الجلدية في المسابح يرجع لوجود فطريات لدى بعض المصابين بحيث تنتقل من الأشخاص المصابين بالأمراض من المشكلات الأخرى للمسابح يواجه مرضى الربو مشكلة استنشاق رائحة الكلور النفاذة التي تؤدي إلى تهيج القصبات الهوائية ورذاذ الماء المتطاير وكذلك يهيج القصبات لذلك لا بد من أن يأخذوا الأدوية الموسعة للقصبات الهوائية قبل الدخول إلى المسبح، أو بعد السباحة في حال شعر الشخص بضيق في التنفس. ولا بد أن تكون إضافة الكلور إلى مياه المسابح ضمن النسب المتعارف عليها من قبل المشرفين على المسابح، كما يجب تغيير مياه المسابح بين فترة وأخرى، للتخلص من البكتيريا والفيروسات التي قد تستقر في المياه من الأشخاص المصابين ببعض الأمراض. يوجد دراسة حديثة بينت أن الأطفال الذين يقضون وقتاً طويلاً في المسابح الداخلية أكثر عرضة للربو عندما يكبرون مقارنة بالأشخاص الذين لا يسبحون بشكل مستمر، حيث لوحظ أن السباحة في المسابح التي تحتوي على الكلور يتصاعد منها غازات تتجمع في المسبح وتؤدي لمشكلات في التنفس. لذلك فإن أفضل طريقة للحد من المشكلات الصحية في المسابح استخدام مسبح جيد التهوية وليس في مكان مقفل أو مغلق، ويجب أخذ حمام سريع قبل وبعد السباحة، لأن النظافة قبل السباحة تحد من تلوث المسبح بالعرق الذي يعتبر مادة يمكن أن تتفاعل مع الكلور وتنتج المواد الخطيرة التي تؤثر على الجهاز التنفسي خاصة عند الأطفال ويقلل من إنتاج المواد التي تسبب الحساسية كما يجب توفير الفلاتر الجيدة في المسبح. ومن أمراض الصيف أيضاً الإصابة بالالتهابات الفيروسية التي تسبب نزلات البرد والإنفلونزا، وفي كثير من الأحيان عندما يذهب الأطفال إلى السباحة فإنهم يتعرضون إلى الكثير من الإصابات الفيروسية، فالرطوبة وارتفاع درجة الحرارة مناخ مثالي لنمو الفيروسات والبكتيريا، وتحدث هذه العدوى الفيروسية غالباً مع الأطفال الصغار والمسنين. وتزداد مشكلات التهاب الأنف التحسسي بسبب التعرض للغبار وحبوب اللقاح عند النباتات أو فرو الحيوانات، وتستمر حساسية الأنف عادة لفترة أطول من الإنفلونزا العادية، ويمكن أن تترافق مع الحمى، وأفضل طريقة للوقاية من هذا المرض تكون من خلال استخدام أدوية حساسية الأنف بانتظام. تجنب استخدام المعطرات والبخور والتدخين، واستخدام الأجهزة التي ترفع من كمية الرطوبة في جميع أنحاء المنزل، ويجب تنظيف المكيف بانتظام. وفي النهاية، من الضروري اتباع نظام غذائي صحي، وشرب الماء بانتظام، والنوم الكافي وممارسة الرياضة، وأخذ التطعيمات الضرورية، والمحافظة على النظافة الشخصية.