تتميز العلاقات السعودية الإماراتية بأنها راسخة وفريدة من نوعها، في الشكل والمضمون، وتزداد روسخاً وقوةً مع مرور الزمن، إلى أن أصبحت اليوم علاقات استراتيجية، تمضي بإرادة صادقة، في إطار من الأخوة والثقة، لإيمان البلدين وقيادتهما، بأن هناك روابط عدة بين الشعبين الشقيقين، ليس أولها أواصر القربى والجوار، وليس آخرها المصير المشترك والتحالف. وتعكس العبارات التي تخللت بيان الديوان الملكي السعودي، الصادر عقب الإعلان عن وفاة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، عمق العلاقات الأخوية بين قيادة البلدين، وتؤكد في الوقت نفسه أن هذه العلاقات قديمة وباقية ومستدامة. لقد جسد مضمون البيان، شعور قيادة المملكة ببالغ الحزن وعظيم الأسى لوفاة الشيخ خليفة، وأعلن عن مشاطرته القيادة والشعب الإماراتي الأحزان لفراق الفقيد، الذي قدم الكثير لشعبه وأمته والعالم. واختتم بيان الديوان الملكي بعبارات الدعاء إلى المولى عز وجل، بأن يرحم فقيد الأمة، وأن يلهم الجميع الصبر والسلوان في هذا المصاب الجلل، وأن يديم على دولة الإمارات العربية المتحدة الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار. رثاء خادم الحرمين لرئيس دولة الإمارات العربية، لم يقتصر على بيان الديوان الملكي، وإنما ظهر مجدداً في الحساب الرسمي للملك سلمان على "تويتر"، الذي حملت تغريدة فيه الكثير من ملامح وطبيعة العلاقات الاستثنائية بين البلدين، عندما قال - أيده الله -: "فقدنا أخي العزيز الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - رحمه الله -، الذي كرّس حياته لخدمة شعبه، ورفعة دولته. وإننا ونحن نعزي أنفسنا وأهلنا في دولة الإمارات العربية المتحدة في وفاة الراحل، نسأل الله أن يتقبله بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأن يجزيه خير الجزاء على ما قدَّم لشعبه وأمته". وأتبع خادم الحرمين التغريدة بتوجيه كريم، قلما يصدر، بإقامة صلاة الميت الغائب على الفقيد بعد صلاة العشاء في المسجد الحرام والمسجد النبوي. ولطالما كان الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان - رحمه الله - حريصاً عل تعميق العلاقات مع السعودية، حتى أضحت نموذجاً يحتذى في العلاقات بين الدول، وبتوجيهات قادة البلدين، مضت مسيرة التعاون بينه الدولتين نحو تعزيز الشراكة، وتحقيق التكامل في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، بما يسهم في تحقيق الخير والرفاهية لشعبي البلدين، ومواجهة التحديات في المنطقة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب، وتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.