قصف الحرس الثوري الإيراني أمس الأربعاء، منطقة شمالي أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، مستهدفا ما وصفه التلفزيون الرسمي الإيراني بأنه قواعد إرهابية. وأفادت وسائل إعلام كردية عراقية أن قذيفة مدفعية سقطت في قرية بمنطقة سيدكان قرب الحدود الإيرانية، على بعد نحو 100 كيلومتر شمال شرقي أربيل. وقال التلفزيون الإيراني إنه لم ترد أنباء عن سقوط قتلى حتى الآن، مضيفا أن تفاصيل الهجوم ستعلن قريبا. وقالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء: إن الحرس الثوري استهدف في وقت سابق مسلحين أكرادا إيرانيين متمركزين في شمال العراق. ونقل موقع رووداو الإخباري ومقره أربيل عن مسؤول محلي قوله إن قذائف كانت تسقط في المنطقة من حين لآخر في السابق. وشن الحرس الثوري الإيراني في مارس، هجوما على ما وصفته وسائل إعلام رسمية إيرانية بأنها "مراكز استراتيجية إسرائيلية" في أربيل، واصفا ذلك بأنه رد على الضربات الجوية الإسرائيلية التي قتلت عسكريين إيرانيين في سورية. وقالت حكومة إقليم كردستان العراق إن هجوم مارس استهدف مناطق سكنية مدنية فحسب، وليس مواقع تابعة لدول أجنبية، ودعت المجتمع الدولي إلى إجراء تحقيق. من ناحية أخرى قالت وزارة الاستخبارات الإيرانية الأربعاء إنها اعتقلت مواطنين أوروبيين اثنين بتهمة "زعزعة الأمن" في البلاد، في الوقت الذي يسعى فيه الاتحاد الأوروبي لإحياء الاتفاق النووي بين طهران والقوى العالمية. ونقل التلفزيون الرسمي عن الوزارة قولها إن الاثنين متهمان "بتدبير (حالة من) الفوضى واضطرابات اجتماعية بهدف زعزعة استقرار (إيران)"، بالتعاون مع أجهزة مخابرات أجنبية، دون الكشف عن جنسيتهما. وتزامنت الاعتقالات مع زيارة يقوم بها إلى طهران منسق المحادثات النووية في الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، الذي أجرى مناقشات مع نظيره الإيراني علي باقري كني، حسبما قالت وسائل إعلام إيرانية. وقال وزير الخارجية، حسين أمير عبد اللهيان، إن طهران تريد رفع العقوبات الأميركية "مع مراعاة الخطوط الحمراء الإيرانية". وكتب على تويتر "المفاوضات مستمرة... للتوصل لاتفاق جيد وقوي ودائم". وتوقفت محادثات إحياء اتفاق 2015 منذ مارس، لأسباب أهمها إصرار إيران على شطب الحرس الثوري الإيراني من القائمة الأميركية للمنظمات الإرهابية الأجنبية. وتخلى الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب عن الاتفاق في 2018 وأعاد فرض عقوبات على إيران، مما دفع طهران للرد بانتهاك تدريجي لقيود نووية منصوص عليها فيه. وأثار رفض طهران التراجع عن طلبها شطب الحرس الثوري من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية شكوكا حول فرص حل المأزق النووي، وأوضحت واشنطن أنها ليس لديها نيات للقيام بهذه الخطوة، ولم تستبعدها أيضا. لكن حكام إيران يريدون إنهاء العقوبات، خوفا من عودة الاضطرابات بين الإيرانيين ذوي الدخل المنخفض، الذين ذكَّرت احتجاجاتهم في السنوات الأخيرة هؤلاء القادة بحجم الغضب الشعبي بسبب الصعوبات الاقتصادية. وواجهت المؤسسة الدينية الإيرانية، التي تدير اقتصادا أصابه الشلل بسبب العقوبات الأميركية، احتجاجات شبه مستمرة من قبل العمال والموظفين الحكوميين في الأشهر الماضية بسبب ارتفاع معدلات البطالة والتضخم الذي تجاوز 40 بالمئة وسوء الإدارة.