أقر الاتحاد السعودي زيادة عدد الأجانب إلى 8 لاعبين (7 في الملعب وثامن على الدكة)، كما أقر رفع عدد القائمة إلى 30 لاعباً بدلاً من 28 لاعباً، وهذا يقودنا لقضية جدلية اختلف حولها المتابعون والخبراء. فالمؤيدون يرون أن زيادة الأجانب ينعكس إيجاباً على قوة الدوري فنياً وجماهيرياً، وينهي أسطوانة بناء الفريق، ويجعل العودة للمنافسة بعد غياب عن البطولات أمراً لا يحتاج إلى وقت، وينهي سيطرة الفرق الكبار؛ لذا نرى التعاون والفيصلي والفيحاء في نهائي كأس الملك ونجد الأهلي والتعاون هذا الموسم يتصارعون للهروب من الهبوط. في حين يرى المعارضون أن هذا العدد انعكس سلباً على جودة لاعبي المنتخب خصوصاً في خانات كالحراسة وقلب الدفاع ورأس الحربة، كما أنه لم يخفض من قيمة اللاعب السعودي، بالإضافة إلى أن غياب اللاعب المحلي عن اللعب يقتل موهبته ويجعل حضوره مع المنتخب باهتاً ولا يبشر بمشاركة مونديالية قادمة مختلفة عن مشاركات سابقة كان المنتخب فيه استراحة لفرق المجموعة، ويبقى قرار بقاء الأجنبي الثامن في الدكة من أكثر القرارات غرابة، فمن هو النادي الذي سيتعاقد مع أجنبي ليكون ضيفاً للدكة، وما الهدف من هكذا قرار!؟ شخصياً أجد نفسي بين الرأيين فالمستوى الفني الذي يظهر به الدوري هو أمر مهم ومحبب لأي متابع رياضي خصوصاً في ظل دعم صندوق الاستثمارات السعودي ووزارة الرياضة للأندية وما يقدمانه من ضخ مالي ثابت سهل عملية استقطاب الأجانب المميزين وساعد الأندية على الوفاء بمستحقاتهم وهذا ينهي جدل القضايا التي لن تتكبدها الأندية متى ما أتقنت الصرف. كما أن شراسة المنافسة وتعدد خامات وجودة الأجانب يوجدان لنا لاعباً محلياً متمرساً؛ فحين نرى نجوماً إفريقية كأبوبكر وحمدالله وبانيغا وسعيود وسفيان دبكة ونجوم لاتينية عالمية كويلار وكاريلي وكويفا وتاليسكا ومارتينيز وقيمتهم الفنية مع منتخباتهم المميزة ينعكس فنياً على جماهيرية وقوة وجودة دورينا المحلي ويزيد من حدة المنافسة. لكن يبقى غياب اللاعب المحلي عن المنافسات وشح خانتي الحراسة والهجوم وحتى قلب الدفاع يجعلان فكرة استمرار هذا العدد مخيفة وبحاجة إلى حل يحافظ على قوة الدوري ولا يقتل اللاعب المحلي ولا أجد ذلك إلا في استحداث «دوري رديف». وجود دوري رديف تشارك فيه نفس فرق الممتاز وبنفس القائمة مع إضافة 10 لاعبين لها وبنفس الجدول ويكون لقاء الدوري الرديف في اليوم التالي للقاء دوري المحترفين ويشترط فيه وجود مدرب محلي كمساعد للمدرب المكلف بهذا الفريق سيساعد على المحافظة على جودة ومشاركة اللاعب المحلي. فحين يلعب الفريق بقائمة من 18 لاعباً ولا يشارك إلا 11-14 لاعباً في دوري المحترفين، فيما يبقى أكثر من 16 لاعباً بلا مشاركة + 10 لاعبين مخصصين للفريق الرديف، فمشاركتهم في اليوم التالي في دوري الرديف متاحة وتجعل اللاعب في أتم الجاهزية متى ما أصيب أحد اللاعبين في دوري المحترفين. كما أنها تتيح لمدرب المنتخب فرصة التعرف على أكبر عدد من اللاعبين المحليين، فلا يعقل أن يحضر مدرب المنتخب لقاء ليتابع 6 لاعبين محليين كحد أقصى. سيساعد حينها دوري الرديف في الحفاظ على اللاعبين الشباب ممن تم تصعيدهم للفريق الأول بدلاً من الاستغناء عن بعضهم لعدم وجود دوري للأولمبي وعدم الصبر على لاعب شاب في قائمة متخمة بالأجانب، وهذا يعني وجود بطولة قوية تساعد على صقل موهبتهم واستمرارية مشاركاتهم وإمكانية وجود أكبر عدد منهم في منتخبات الفئات السنية. أعتقد أن استحداث هذا الدوري مطلب وسيحافظ على قوة الدوري الرئيس كما يهتم بذلك كل متابع رياضي ولن يحرمنا من المواهب المحلية بل إنه سيساعد المدربين في اختيار اللاعبين والاعتماد عليهم بشكل أكبر وينهي إشكالية اختفاء النجوم الشابة بمجرد الوصول للفريق الأول. من لقاءات الدوري