إعلان على قناة CNN للدعاية عن السباحة بالسعودية، الإعلان رائع من الناحية الفنية، ولكن هل هو قادر على إيصال الرسالة؟!. مدرسة التسويق الإعلاني المباشر انتهت من وجهة نظري صلاحيتها، هناك شركات وجهات أخرى تصرف مئات الملايين على الإعلانات المباشرة والتقليدية، والنسبة الأكبر من الملايين تكون من نصيب الإنتاج الفني لهذه الإعلانات، وتكون المصيبة أكبر إذا كان من يقف على الهرم التسويقي ليس لديه أي خبرة بالمجال الذي يعلم به، وخصوصًا المجال الإعلامي، نعم الإعلامي، لأن الإعلان بدون إعلام لن ينجح، ودائمًا أشبه بعض الهدر الإعلاني غير المفيد، كسكب كميات كبيرة من الماء بالصحراء، لها تأثير عند سكبها، ولكنها بسرعة تتحول إلى سراب! لا يكفي أن نعلن ونصرف الملايين بحملات إعلانية بقنوات عالمية أو مواقع مشهورة كشاشات التايم سكوير في نيويورك مثلًا، نحتاج إلى حملات إعلامية وحملات علاقات عامة لتوضيح الصورة الحقيقية عنا، ألاحظ أن الصمت من سفاراتنا إعلاميا ما زال مستمر، ولا نشاط ملحوظ يعكس واقعنا الجديد. نحن نحتاج إلى الالتفات للإعلام الرسمي والحقيقي، مخجل أن نشاهد السلبيات تتصدر وسائل التواصل لدينا، نعلن السياحة والدعوة لزيارة بلادنا، وما زلنا نخجل مما حدث بمطار الملك عبدالعزيز بجدة، وقبلها حالات التذمر من الوسيلة الأهم وهي الطيران الداخلي والارتفاع الجنوني بالأسعار والتأخيرات بالرحلات والإلغاء أحياناً. تخيل أحدهم يشاهد الإعلان المكلف مادياً، وفي نفس اللحظة يشاهد أن الترند في وسائل التواصل لدينا خدمات المطارات والطيران، أمر مزعج ولكنه حقيقي، لذا من المهم أن نكون بمستوى إعلاناتنا وأن تكون مصحوبة بحملات إعلامية وليست إعلانية فقط، رغم أنني مستاء من الواقع الإعلامي وخاصة الخارجي لنا، والتي ننتظر لها حل منذ سنوات ولم نلمس أي تقدم. لذلك أرى أن يكون تركيزنا على الدراما بصورة أكثر وعيا لنقل الواقع الحقيقي لمجتمعنا بصورة فنية ثقافية مختلفة، وبلغة مفهومة للعالم، فخلال شهر رمضان المبارك الماضي لاحظنا تأثير بعض الأعمال وتسابق وكالات الأنباء العالمية على الإشارة لها، لأن الدراما هي الواجهة الحقيقية للمجتمعات، رغم أنها لم تصل لطموحاتنا ولكنها تظل اجتهادات إيجابية.