سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عامل مطعم أفغاني : "مليون بن لادن لن يستطيعوا هزيمة المدينة" ... وهجمة اميركية وطنية تكاد تؤزم العلاقات مع كندا . أحداث 11سبتمبر نجحت في تغيير أميركا والعالم ... وفشلت في نيويورك
ربحت نيويورك المعركة. بعد 11 ايلول سبتمبر تغيرت الولاياتالمتحدة. وتغير العالم. اصبح التاريخ المذكور محطة مفصلية لما قبل وما بعد. كاد يتحول تقويماً جديداً. لكن المدينة، التفاحة الكبيرة، لم تتغير. مساحة انصهار عالمي، ومركز مال وفن... وطعام. عاصمة للعالم. وبوجود مقري الأممالمتحدة ومجلس الأمن فيها، لن ينازعها على اللقب أي من العواصم والمدن الأخرى. المدينة لا تختصر العالم بما تحويه من بعثات ديبلوماسية فقط، بل لكل عرقية وهوية ودولة على وجه البسيطة، حيّ فيها، من الصين الى إيطاليا ومن أستراليا الى افغانستان وإيرلندا ومصر والمغرب وكل مكان آخر... لنيويورك مذاق آخر، يبدأ بالتغلغل في مسام زائرها من لحظة هبوط الطائرة في أحد المطارات الثلاثة المحيطة بها. من نافذة الطائرة، الأشبه بشاشة تلفزيون صغيرة ترى فتاة سمراء، شمّرت عن ساعديها تقود حافلة تجرّ خلفها عربات الأمتعة. يتناقض حجم الفتاة الضئيل والعرَق الذي يكدها وضخامة الآلية والأبنية الطاغية حولها، هذا المشهد تستحيل رؤيته عفوياً إلا في نيويورك. في هذه المدينة الضخامة سمة طاغية، لكنها في اصل الاشياء ليست مفتعلة، وهي، إن لم تكن في نيويورك ففي أي مكان آخر تستحق ان تكون. أطول شارع وأعرض أوتوستراد، وأكبر مجمع تجاري... وتمتد سلسلة "الأكبر" و"الأطول" الى ما لا نهاية. حتى الأقليات فيها هي الأكبر في حجمها من أي مكان آخر. ويفاخر دليل سياحي رافقنا خلال جولة في مانهاتن ان المدينة تضم اكبر تجمع للصينيين في العالم خارج الصين، لكنه يستدرك بعد لحظات، وعلامات عدم التصديق بادية عليه، ان عدد الصينيين في فانكوفر الكندية ربما زاد على ما هو عليه في نيويورك... ويتابع باعتداده السابق: "الصينيون هنا اكثر صينية مما هم عليه في كندا". وهذا التبرير او الملاحظة التي لا يعرف مدى دقتها، تكفي الدليل كمؤشر الى تميز مدينته. وطنية مستجدة وصلت نيويورك بعد الظهر، جسر بروكلين لم يكن مزدحماً. قلت هذا مؤشر على ما بعد 11 ايلول. السائق غاني الجنسية يتكلم الانكليزية بلكنة افريقية يخلط معها انغام اغنية يدندن بها. سألته عن سر عدم الازدحام، اجاب بثقة الخبير: "في هذا الوقت يكون الازدحام في الخروج من نيويورك، وبعد نحو ساعتين يتدفق الساهرون الى المدينة ولن تستطيع عبور الجسر في أقل من ساعة". على طول الطريق من المطار الى وسط مانهاتن ترتفع لافتات عملاقة على ألواح الاعلان، تحمل صور اطفائيين او اطفالاً يلوحون بأعلام اميركية، ذيلت بعبارات مثل: "الله بارك اميركا"، "سوية نقف متحدين". وهذه الاعلانات مدفوعة من شركات تجارية وصناعية وسياحية، وغالبيتها ليست موقّعة، لئلا تصوّر كأن الشركات المذكورة تسعى لكسب اعلاني من كارثة 11 ايلول. تسعة اشهر مرّت على اعتداءات الطائرات، ولا يزال الاميركيون غير مصدقين. وكعادتهم يبالغون في كل شيء يفعلونه. هم بالغوا في عدم التصديق. ويبالغون ايضاً في وطنيتهم وربما لذلك علاقة بالاحساس الطاغي بالضخامة والريادة. في ملاعب كرة السلة وكرة القدم ينشد الحضور عادة النشيد الوطني "الأشرطة والنجوم" ويرددون اغنية يقول مطلعها "خذني الى الملعب". وزادوا اغنية "بارك الله اميركا". وكان لمشاركة الولاياتالمتحدة في مونديال كأس العالم الحالي وقع مختلف هذه المرة، إذ سجلت نسبة مشاهدة عالية لوقائع المباريات على رغم ان لعبة كرة القدم ليست بمستوى انتشار الألعاب الأخرى، وكان همّ المتابعين فوز فريق بلادهم وتشجيعه، مع عدم معرفتهم قواعد اللعبة. وسجل عدد الجمهور الاميركي حضوراً لافتاً في كوريا واليابان، ونقلت محطات التلفزة المحلية صور احتفالاتهم بعد الفوز التاريخي على البرتغال، وفي الصور المنقولة ظهرت غالبية المشجعين ترتدي قمصاناً كتب عليها "11 ايلول 2001". نيويورك لا تستطيع ان تكون غير متسامحة، شكلها وهويتها يمنعان تحولها عن ذلك. تسامحها راسخ كرائحة الطعام المنبعثة من شوارعها على مدار الساعة. وبوجود تسامح من هذا النوع لم تطغ الوطنية المستجدة الى مستوى يجعلها خطرة، وان تجلت في مختلف ميادين حياة الاميركيين، وربما كانت مشاركة الأقليات حزن الاميركيين بصورة حقيقية سبباً في عدم تنامي مظاهر العداء للغرباء. تتالت مظاهر الوطنية هذه، وبرزت في الدبابيس المعلقة على الصدور، تلمع فيها صورة العلم الأميركي. ولمناسبة عيد الأب الذي صادف يوم امس، نظمت المتاجر والشركات الكبرى حملات دعائية بأفكار وطنية. وكانت غالبية اعلانات دور الازياء ومتاجرها تردد لازمة "اشترِ قميصاً وطنياً لوالدك" او قلماً او قبعة الى غيرها من الحاجيات، والمقصود ب"الوطني" هنا وجود صورة اطفائي على القميص او صورة للعلم الاميركي. وعمد بعض محطات التلفزة المحلية، الى شن حملات تدعو الاميركيين الى عدم التسوق في كندا، في حال لم تشدد سلطاتها الاجراءات الامنية على الحدود بين البلدين. وتضخمت ازمة الحدود هذه مع ورود تقارير عن ان عدداً من انتحاريي 11 ايلول وغيرهم من المتهمين بمحاولة تنفيذ اعمال ارهابية داخل الولاياتالمتحدة تسللوا عبر الحدود الكندية. وتضمنت الحملات الاعلامية المذكورة دعوات مبالغاً فيها مثل "اضربوهم في جيوبهم". وبالفعل تراجعت ارقام تجارة التجزئة الكندية في المناطق القريبة من الولاياتالمتحدة، لكن هذه الازمة لم تأخذ بعداً جدياً، ومن المتوقع انحسارها قريباً لما بين البلدين من علاقات أرسخ من ان يؤثر فيها برنامج تلفزيوني. وتتوقع سلطات مدينة نيويورك ان يرتفع عدد السياح في المدينة الى اكثر من 25 مليون سائح هذا العام، اي اكثر بمليوني سائح عن المعدل العام في الاعوام الماضية. ويعزى هذا الارتفاع الى اقبال الاميركيين على المدينة. وسجلت دور عرض المسرحيات والاعمال الغنائية في "برودواي" ارتفاعاً ملحوظاً في اعداد الحضور، على رغم ان بعض المسرحيات يعرض بصورة متواصلة منذ اكثر من 15 عاماً ك"البؤساء" مثلاً. وتبقى علاقة نيويورك بالسياحة مميزة. ففي المدينة اكثر من 140 ألف مطعم، بينها 85 ألفاً في منطقة مانهاتن. ومهما غاب عن ذهن زائر نيويورك من تفاصيل معالمها لكثرتها، فإن رائحة الطعام فيها لا تغيب ابداً. التفاحة الكبيرة ربما تكون الوحيدة في العالم التي تعرف بروائح الطعام، من دون ان تثير تذمر زائرها. وتحولت اجراءات الأمن في المدينة الى معلم من معالمها. فسلطات المدينة رفعت اعداد رجال الشرطة في الشوارع المزدحمة وأمام المعالم السياحية والمراكز التجارية. ووضعت حواجز حديد امام الأبنية الحكومية والفيديرالية وفي المنطقة المحيطة بمبنى الأممالمتحدة في "فيرست افنيو". ومنعت السياح من الصعود الى تمثال الحرية. وعززت دوريات شرطة الخيالة في المدينة. صار هؤلاء الخيالة مطلباً للسياح، وشكلوا خلفية لصورهم. تايم سكوير في "تايم سكوير" المكان الاكثر ازدحاماً في نيويورك بعد "غرينيتش فيلدج" بين وسط مانهاتن وأسفلها، حياة صاخبة لا تهدأ. حال مطلقة من انعدام الهمّ. تتراصف المطاعم والحانات في امتداد لا ينتهي. مطابخ من الهند الى الوسط الاميركي ومن المأكولات السريعة الى المأكولات الإيطالية، الصينية المعقدة وصاحبة التقاليد العريقة في الاعداد والتذوق. وبين هذه المطاعم يبرز مطعم افغاني تتصدر واجهته لافتة عريضة تؤكد هويته ونوع مأكولاته من الكباب والرز. مدخل المطعم يشهد زحمة مثل بقية المطاعم، بل على العكس أسهمت 11 ايلول في تحويله معلماً يشير اليه الأدلاء السياحيون. دخلت المطعم الذي تديره عائلة افغانية. سألت "فضل"، احد العاملين فيه، ما اذا كان عمل المطعم تأثر بالحرب على افغانستان. ضحك وقال: "على العكس تماماً... ازداد العمل وكسبنا نوعاً جديداً من الزبائن... لا يمر يوم إلا تأتي مجموعة من الصحافيين تسألنا الاسئلة نفسها". واستطرد فضل بحدّة: "هذه مدينة عظيمة، ومليون بن لادن وملاّ عمر يعجزون عن التأثير فيها". وختم كأنه يتلو بياناً حزبياً: "لن يستطيعوا هزيمة نيويورك... نيويورك انتصرت". وانصرف الى زبائنه. خرجت من المطعم، أسير بين الجميع ولا أستطيع إلا السير بحسب سرعتهم. فزحمة المارة تفرض إيقاعها، لا تستطيع الاسراع ولا تستطيع التمهل. للمشي في نيويورك قوانينه ايضاً. ضخامة المدينة لا تحتمل خارجين على نظامها. في شارع "سفنث افنيو" خلف تايم سكوير، وضعت شركة تأمين نصباً نحاسياً ضخماً كالعادة، لأطفائي جالس مستنداً الى ركبته ويده على رأسه. ينظر الى ألعاب نصفها محروق نثرت حوله وفي يده سبحة. وكتب على النصب انه تحية للاطفائيين الذين قضوا في برجي مركز التجارة العالمي. يتجمع المارة حول النصب يلتقطون الصور، بعضهم يذرف الدمع ومن ثم كل الى سبيله. وقفت بين المتجمعين، ومارست الطقس نفسه، التقطت بعض الصور. في لحظة التقت عيناي بعيني سيدة متقدمة في العمر بانت دمعة خلف نظارتها. تسمرت عيناي على عينيها متأثراً بحزنها. وفي اللحظة التالية شعرت كأن المتحلقين حول النصب يرمقونني جميعهم بنظرات غريبة. شعرت كأنني انا "الآخر" الذي تسبب بألمهم... وبعمق الهوة بيني وبينهم. شعوري هذا لم يكن مبرراً، إذ لم ينظر احد منهم نحوي، ولا شيء في هيئتي يدل الى انني غريب عنهم. فشلت في تبرير المشاعر التي انتابتني لحظة النظر في عيني السيدة، فلا علاقة لي بالارهاب لا من قريب ولا من بعيد. وعلى العكس أشعر بأسف وحزن شديدين لما حصل في نيويورك، وأعتبر الأمر خسارة شخصية، أصابت العرب والمسلمين في الصميم وجعلتهم أسرى ارتكابات يستنكرونها بحق. لكن حجم الحزن والتأثر حول النصب، معطوفاً على اجواء التسامح النيويوركية التي كادت ان تكون الضحية الاولى ل11 ايلول، أسست لحالة غير مبررة من الشعور بالذنب... ويبدو ان هذا الاحساس لامس مشاعري بلا قصد. نيويورك ليست واشنطن بأروقتها السياسية. وبهذا المعنى تكاد تكون غير اميركية، هي خليط لأعراق وجنسيات العالم ولا تستطيع إلا ان تكون متسامحة ولا تستطيع ان تجعل من جهة ما عدواً لها، الكل منصهر فيها... في جامعاتها وشركاتها ومتاحفها ومسارحها، وكل من فيها يجاهر بتمايزه عن الآخر ويتعايش معه بنظام سلس يفرض ايقاع المدينة. في احد اكشاك الصحف، التقط عن الواجهة صحيفة "الحياة" وذهبت لأدفع ثمنها، حيّاني البائع بصوت جهوري قائلاً: "السلام عليكم". شاب يمني يعيش في المدينة منذ اكثر من عشر سنوات، هو وعائلته. أكد انه لم يمر يوم عليه من دون ان يأكل طعاماً يمنياً منذ وطأت قدماه المدينة. حياته هي ذاتها قبل 11 ايلول وبعدها. غراوند زيرو في الخميس الأخير من الشهر الماضي انتهت اعمال رفع الأنقاض رسمياً في منطقة "غراوند زيرو" حيث انهار برجا مركز التجارة العالمي، مساحة الموقع تبلغ نحو 16 هكتاراً سوّيت بالأرض. وبعد نحو تسعة اشهر من العمل الشاق تمّ التعرف على ألف جثة من اصل 2800 لا تزال تحت الأرض أو انها تحللت بفعل الانفجارات. الصحافة الأميركية "تحج" يومياً الى غراوند زيرو، ولا تزال تنشر الى اليوم نبذات عن ضحايا الاعتداءات ومقابلات مع الناجين يذكرون فيها تفاصيل الهجمات الجوية وكيف خرجوا من المبنى قبل انهياره وكيف تكلموا مع اهلهم عبر الهواتف الخلوية، وتصف اعمال رفع الانقاض بالمهمة المشرفة. واكتسبت العملية طابعاً خيالياً من الاهمية، وحيكت حولها هالات جعلت المشاركين فيها ابطالاً حقيقيين لدى الاميركيين. وخلال جولة على الموقع طلب الدليل السياحي في الحافلة من الجميع مراعاة مشاعر العاملين في الموقع ومشاعر زائريه من اقارب الضحايا. وقال بوب ستاسر: "صوّروا بهدوء من دون ضجيج". جاء كلامه كأنه مرشد في مقام ديني. سألت الدليل، وهو يحضّر لشهادة ماجستير في الاتصالات، ما اذا كان الموقع استغل تجارياً، خصوصاً ان على زائريه شراء بطاقات للتجول حوله. قال: "في البداية نعم، وصار البعض يبيع قطع الحديد كتذكارات... لكن هذه الحال لم تستمر طويلاً... وحتى عمليات البيع على شبكة الانترنت توقفت". ولاحظ ستاسر تذمراً من كثرة مطالبته بالهدوء، فقال: "ذهبنا الى حرب لم نكن مهيئين لها ومن دون استعداد او تدريب، واليوم اختتمت اعمال رفع الانقاض... وهذا في نظرنا انتصار... لكن، نريد الاحتفاظ بهدوئنا. نحن ضُربنا لأن الآخرين تحاشى كلمة عربي او مسلم لمعرفته بهويتي كانوا يحسدوننا على اسلوب معيشتنا الصاخب". يصل زوار "غراوند زيرو" الى الموقع غير مصدّقين، فالبرجان الآن بمساواة الأرض، ويبدو مكانهما ورشة عمار، هي الأكبر في الولاياتالمتحدة. ينثرون بعض الزهور ويضعون رسائل، بعضهم حمل ألعاباً جديدة وآخرون يحملون ألعاباً قديمة كانت لأحد الضحايا، رموها في المكان وعادوا أدراجهم. في يوم الأحد التالي أقيم قداس للضحايا حضره ذووهم وغاب عنه الرسميون، وخلال القداس هتف القس بريان جوردان كاثوليكي من مانهاتن: "بن لادن... القاعدة... هل تسمعونني جيداً الكلمة الأخيرة ستكون لنا". وبعد القداس سألت احد المهندسين العاملين في الموقع عن اجراءات العمل وخطط سيره، فأكد ان لا خطط نهائية بعد. وأشار هوارد كيسبوم الى ان الهمّ الأساسي الآن هو اعتماد وسائل بناء محافظة بيئياً. "فكميات الغازات المنبعثة من محركات المازوت في الآليات الثقيلة تجاوزت المعدل المسموح به، نظراً لكثافة الأعمال وتتسبب بأنواع من السرطانات للعاملين والسكان المحيطين بالموقع". واعتبر كيسبوم ان الهمّ البيئي طاغ على العمل لأن المدينة لا تحتمل خسائر اضافية، ولكن، كان ذلك سيضاعف كلفة الانشاءات. احد المتجولين حول الموقع احتفظ بسخريته على رغم مرارة المشهد وقال ان كل ما تغير بعد 11 ايلول: "صرنا نرى الابنية الواقعة خلف برجي مركز التجارة العالمي". وفي محاولة للتنصل من سخريته سألته عما تغير فعلاً، اطرق ثم اجاب بهدوء معتذراً عن سخريته التي بررها بأنه كاتب سيناريو مسرحي، "تغير الكثير. اصبحنا محافظين امنياً اكثر من السابق... صرنا نشتبه بأي حركة غريبة ونسرع للابلاغ عنها". وأضاف كريس برادلي اربعيني: "هاجس الموت اصبح اكثر حضوراً، صرنا نقضي اوقاتاً اطول في المنزل ومع افراد العائلة". وأكد ان الاميركيين، وبسبب هاجس الموت، باتوا اكثر انفاقاً. وقال برادلي ان المدينة اصبحت اكثر وحدة: "خفّت حدة التوتر بين ابنائها على رغم سرعة ايقاع الحياة فيها... اصبحنا نتفهم بعضنا بصورة افضل ربما السبب في ذلك الصبر الذي نعتاده يوماً بعد يوم بسبب الاجراءات الامنية المفاجئة والانذارات الصادرة بين الحين والآخر". وفاجأني الكاتب المسرحي بالقول انه شخصياً صار اكثر وعياً لوجود العرب والمسلمين. ظننت انه يقصد بذلك ازدياد اطلاعه على قضاياهم، لكنه قال: "اذا كنت في الطائرة وسمعت احداً يتكلم بلكنة عربية او يوجد في هيئته ما يدل الى انه عربي او مسلم، سأبقى اراقبه طوال الرحلة متوتراً". نيويورك خرجت من معركتها مع الارهاب منتصرة وبالحد الادنى من الخسائر. وطالما ان روائح الطعام طاغية عليها من الصعب ان تتأثر سلباً بمعركة مماثلة...