أفادت نسخة أولية من دراسة أميركية ضخمة بأن حدة المتحور أوميكرون من فيروس كورونا لا تختلف في واقع الأمر عن المتحورات السابقة، وهي دراسة تتعارض مع افتراضات في دراسات أخرى تشير إلى أنه أكثر قدرة على الانتشار لكنه أقل حدة. وقال الخبراء إن النتائج، التي قدرت حدة أوميكرون بعد مراعاة تأثير اللقاحات، يجب أن تعزز أهمية التطعيمات والجرعات المعززة. وساعدت اللقاحات في جعل معدلات الخضوع للعلاج بالمستشفيات والوفيات منخفضة نسبيا مع زيادة الإصابات بأوميكرون مقارنة بالمتحورات السابقة. ونُشرت الدراسة، التي تخضع للمراجعة بدورية نيتشر بورتفوليو، في دورية ريسيرش سكوير في الثاني من مايو. وامتنع معدوها، وهم من مستشفى ماساتشوستس العام وجامعة مينيرفا وكلية الطب بجامعة هارفارد، عن التعقيب قبل اكتمال المراجعة. وقال الباحثون في تقريرهم "وجدنا أن احتمالات دخول المستشفى والوفيات متطابقة تقريبا" بين حقبة أوميكرون وأوقات أخرى في العامين الماضيين كانت فيها متغيرات أخرى هي السائدة. إلى ذلك يبقى سكان بكين تحت القيود المفروضة لمكافحة فيروس كورونا التي تحد من تنقلاتهم تجنباً لارتفاع حالات الإصابات بكوفيد-19 الجديدة يوميا فيما حذر قادة الصين باتخاذ إجراءات ضد معارضي سياسة (صفر كوفيد). وتتكبد الصين تكلفة اقتصادية باهظة، وتعزل نفسها بشكل متزايد عن العالم الذي أصبحت فيه قيود كوفيد شيئا من الماضي، لتحقيق استراتيجيتها المتمثلة بالمحافظة على صفر إصابات يومية بكوفيد-19 . وعلى الصعيد الدولي، اشتكت الهيئات الصناعية من أن قيود كوفيد في الصين لها تداعيات اقتصادية عالمية. وفي الداخل ينتاب السكان القلق بشأن فرض قيود صعبة وطويلة الأمد. وسعت بكين جاهدة لتجنب الارتفاع الهائل في الإصابات على النحو الذي أجبر شنغهاي، المركز التجاري والمالي في البلاد، على فرض إغلاق شبه كامل لأكثر من شهر. وبعد اجتماع اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للحزب الشيوعي، أعلى هيئة لصنع القرار في البلاد، أفاد التلفزيون الحكومي في وقت متأخر الخميس أن الصين ستواجه أي تعليقات وأفعال تشوه أو تشكك أو ترفض سياستها لمكافحة فيروس كورونا. وحذرت اللجنة من أن تخفيف القيود، التي فُرضت في عشرات المدن في ثاني أكبر اقتصاد في العالم سيؤدي إلى إصابات واسعة النطاق. وردت افتتاحية في صحيفة الشعب اليومية الرسمية التابعة للحزب الشيوعي أمس الجمعة على الاتهامات بأن سياسة الصين بشأن كوفيد تعطل الاقتصاد والتجارة العالميين. وقالت دون أن تذكر أسماء بعينها "كثيرا ما هاجم بعض السياسيين الأميركيين وشوهوا إجراءات الصين لمكافحة الجائحة والسيطرة عليها وحاولوا إلقاء اللوم على الصين فيما يسمى بتعطيل سلاسل الإمدادات العالمية". وأضافت أن أولوية الصين هي أرواح الناس وأنه على الرغم من زيادة الضغط على اقتصادها فيمكن للبلاد التغلب على الصعوبات. وذكر التلفزيون الحكومي أن مجلس الوزراء أكد أنه سيتم تطبيق المزيد من تدابير الدعم لتحقيق الاستقرار في سوق العمل ومساعدة قطاع التجارة الخارجية. وسجلت بكين عشرات الحالات الجديدة يوميا خلال أسبوعين تقريبا منذ تفشي الفيروس. وقال المسؤولون الجمعة إنهم سجلوا 72 إصابة في الخامس من مايو أيار وهو أعلى رقم حتى الآن. وقال وو ليانغ يو المسؤول في اللجنة الوطنية للصحة بالصين الجمعة إن وضع كوفيد-19 في البلاد يتحسن لكنه لا يزال معقدا وخطيرا. وأضاف وو أن أقاليم لياونينغ وتشجيانغ وخنان من بين أماكن أخرى أبلغت في الفترة الأخيرة عن حالات تفش جديدة لفيروس كورونا مع عدم اتضاح مصادر العدوى. وأشار إلى أن مخاطر الانتكاسة لا تزال قائمة وأن الصين بحاجة إلى تكثيف إجراءاتها للتعامل مع بؤر التفشي المحلية وتحسين تدابير السيطرة على المرض في الوقت المناسب. من الجانب العالمي أظهر إحصاء لرويترز أن أكثر من 513.48 مليون نسمة أُصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى ستة ملايين و640771. وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر 2019.