أنهى النفط أسبوعاً من التقلبات القياسية لأعلى مستوى في عدة أسابيع، مسجلاً في ختام تداولات الأسبوع الفائت، يوم الجمعة 29 أبريل، مكاسب أسبوعية وشهرية، مغلقاً أبريل مرتفعاً 4.4 ٪. فيما أثر هبوط عقود زيت التدفئة، بأكثر من 20 بالمئة وهي مؤشر لأسعار الديزل، على أسعار الخام. في وقت تواصل أسعار النفط انتعاشها بفعل المخاوف من استمرار تعطل الإمدادات الروسية بسبب الصراع في أوكرانيا، وانخفضت العقود الآجلة الأكثر نشاطا لخام برنت للشهر الثاني 12 سنتا لتبلغ عند التسوية 107.14 دولارات للبرميل. في حين ارتفع عقد شهر أقرب استحقاق 1.75 دولاراً ليغلق عند 109.34 دولارات للبرميل. وتراجع خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 67 سنتًا ليغلق عند 104.69 دولارات للبرميل، حيث باع المتداولون عقود الطاقة في جميع المجالات، وحقق كل من خام برنت وغرب تكساس الوسيط مكاسب أسبوعية، وسجلا مكاسبهما الشهرية الخامسة على التوالي. وأنهى برنت الشهر على ارتفاع 1.3 ٪، بينما أغلق خام غرب تكساس الوسيط على ارتفاع 4.4 ٪. وجاء هبوط زيت التدفئة، بعد ارتفاعها للشهر الأول إلى مستوى قياسي بلغ 5.8595 دولارات للغالون قبل أن ينخفض إلى 4.4067 دولارات للغالون. وارتفعت العقود الآجلة للديزل مع قلق المستثمرين من نقص الإمدادات على مستوى العالم في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. وانتهى عقد زيت التدفئة يوم الجمعة، جنبًا إلى جنب مع معيار برنت العالمي وعقود البنزين الأمريكية. وقال المحللون إن الأحجام في جميع العقود الثلاثة الآجلة كانت منخفضة، مما تسبب في تقلبات كبيرة في السوق وأدى إلى عمليات بيع في وقت متأخر من اليوم. ولم تنعكس تقلبات عقد زيت التدفئة للشهر الأول في عقد زيت التدفئة الأمريكي الأكثر نشاطًا للشهر الثاني، والذي كسب 0.0088 دولار للغالون ليستقر عند 4.0172 دولارات للجالون. تعطل الإمدادات الروسية وانتعشت الأسعار بفعل المخاوف من استمرار تعطل الإمدادات الروسية بسبب الصراع في أوكرانيا. وارتفعت العقود الآجلة هذا الأسبوع مع تزايد احتمالية انضمام ألمانيا إلى دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأوروبي في حظر على النفط الروسي، وأظهرت بيانات أن إنتاج النفط الروسي قد ينخفض بما يصل إلى 17 بالمئة هذا العام، حيث ألحقت العقوبات الغربية بسبب الغزو الروسي لأوكرانيا الضرر بالاستثمارات والصادرات، وتتزايد مخاوف الطلب وهو المحرك الصعودي للأسعار، في وقت توقعت ريستاد إنرجي يوم الجمعة بأن الطلب العالمي على النفط سينخفض بمقدار 1.4 مليون برميل يوميًا، وهو ما يؤدي إلى انخفاض اجمالي الطلب العالمي إلى 99.6 مليون برميل يوميًا في المتوسط ، أي أقل من مستويات 2019 البالغة 100.2 مليون برميل يوميًا. وقالت إن انتعاش هذا الطلب ليس من المتوقع بلوغه حتى العام المقبل على أقرب تقدير. ومن المرجح أن يأتي الانخفاض في الطلب على النفط من الغزو الروسي لأوكرانيا، وارتفاع التضخم، وعمليات الإغلاق الصينية المستوحاة من فيروس كورونا، واضطرابات سلسلة التوريد. ويمكن ممارسة المزيد من ضغوط الطلب على النفط من خلال عمليات الإغلاق المستقبلية أو القضايا الجيوسياسية. وقالت الشركة الاستشارية "تقلص الطلب نتيجة مباشرة لتأثير انخفاض النشاط الاقتصادي على مستوى العالم" مضيفة أن مثل هذا الانخفاض في الطلب قد يخفف من ضيق أسواق النفط اليوم ويهدئ أسعار النفط. وريستاد ليست الشركة الوحيدة التي تخفض توقعات الطلب على النفط، إذ خفضت أوبك توقعاتها لنمو الطلب على النفط في 2022 بمقدار 480 ألف برميل يوميا على خلفية انخفاض النمو الاقتصادي العالمي المتوقع نظرا للحرب في أوكرانيا وإغلاق الصين بسبب تفشي الفيروس. كما خفضت وكالة الطاقة الدولية توقعاتها للطلب على النفط بمقدار 260 ألف برميل يوميًا لتعكس عودة عمليات الإغلاق الشديدة لفيروس كورونا في الصين، في غضون ذلك، خفض البنك الدولي وصندوق النقد الدولي توقعاتهما للنمو العالمي الإجمالي لهذا العام. لكن ريستاد لا تغير توقعاتها لأسعار النفط الصعودية. وفقًا لريستاد، إذا استمرت الحرب الروسية في أوكرانيا، فستزيد أسعار النفط والغاز، خاصة إذا انتهى الاتحاد الأوروبي بحظر النفط والغاز هذا العام. من جهتها شددت شركة شل البريطانية العملاقة للطاقة، القيود الروسية على شراء النفط الخام. وقامت بتعديل قيودها على شراء النفط الروسي، مشيرة إلى أنها لن تقبل بعد الآن المنتجات التي تحتوي على أي محتوى روسي بعد شائعات عن "مزيج لاتفي" ناشئ، مما أثار مخاوف من المزج الضمني. وفي نفس الاتجاه تستعد ألمانيا للاستحواذ على مصفاة شويدت التي تديرها شركة النفط الروسية المملوكة للدولة، روزنفت، وهي المصفاة الوحيدة المتبقية في البلاد والتي تعمل في الغالب على النفط الروسي، في محاولة للوصول إلى إجمالي الواردات إلى الصفر. كما قالت كوريا الجنوبية انها في طريقها لخفض حاد لوارداتها من النفط الخام من روسيا حيث تهدف المصافي إلى تجنب التجارة واللوجستيات والتعقيدات المالية. وأظهرت أحدث البيانات الصادرة عن مؤسسة النفط الوطنية الكورية التي تديرها الدولة، أن كوريا الجنوبية استوردت 2.98 مليون برميل من النفط الخام من روسيا في مارس، بانخفاض 44 ٪ من 5.29 مليون برميل في العام السابق، وهو ما يمثل أدنى شحنات شهرية في ثمانية أشهر. وأظهرت البيانات أن الشحنات الشهرية تراجعت أيضًا بنسبة 18 ٪ عن فبراير، بينما انخفضت واردات الخام الروسية في الربع الأول بنسبة 4 ٪ عن نفس الفترة من العام السابق إلى 11.86 مليون برميل. من جهتها تتوقع إدارة معلومات الطاقة أن تكون أسعار البنزين والديزل في الولاياتالمتحدة هي الأعلى منذ عام 2014. وفي توقعاتها للوقود الصيفي، وهو تكملة لتوقعات الطاقة قصيرة الأجل لشهر أبريل 2022، قالت "نتوقع أن يبلغ متوسط أسعار البنزين بالتجزئة 3.84 دولار للغالون الواحد في موسم القيادة الصيفي هذا، من أبريل إلى سبتمبر، مقارنة بمتوسط سعر الصيف الماضي البالغ 3.06 دولار للغالون. وبعد تعديل التضخم، سيمثل متوسط السعر الوطني المتوقع هذا الصيف أعلى أسعار للبنزين والديزل بالتجزئة منذ عام 2014. وبررت توقعها ارتفاع أسعار الوقود هذا الصيف، نتيجة لارتفاع أسعار النفط الخام بشكل عام منذ بداية العام جزئيا نتيجة للتطورات الجيوسياسية، وخاصة حرب روسيا ضد أوكرانيا. وقالت نتوقع أن يزداد النشاط الاقتصادي الأمريكي خلال فصل الصيف، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على الوقود البترولي. وسيساهم الطلب المتزايد في ارتفاع أسعار النفط الخام. وتتوقع أن يبلغ متوسط نفط برنت 106 دولارات للبرميل هذا الصيف، وهو ما سيكون أعلى بمقدار 35 دولارا للبرميل من الصيف الماضي. نظرا لأن المصافي الأمريكية تزيد من إنتاج البنزين والمقطرات، تتوقع الإدارة أن تؤدي هذه الزيادة في الإنتاج إلى الضغط الهبوطي تدريجيا على هوامش البنزين بالجملة وأسعار التجزئة خلال فصل الصيف. ونتيجة لذلك، تتوقع أن ينخفض متوسط سعر البنزين بالتجزئة في الولاياتالمتحدة إلى 3.75 دولارات للغالون في يوليو وإلى 3.68 دولارات للغالون في سبتمبر. وبالمثل، تتوقع أن ينخفض متوسط سعر الديزل بالتجزئة في الولاياتالمتحدة إلى 4.44 دولارات للغالون في يوليو و4.20 دولارات للغالون في سبتمبر.