أوضح وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، السبت، إنه يتعين على الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) التوقف عن صب الأسلحة على أوكرانيا إذا كانا يسعيان بالفعل إلى إنهاء الصراع، مستدركا بقوله: "لكنهما يبذلان الآن كل ما في وسعهما لإطالة أمده". وقال: "من خلال الدعم العلني لنظام كييف، تبذل دول الناتو كل ما في وسعها لمنع إنهاء العملية من خلال الاتفاقات السياسية". وكشف وزير الخارجية الروسي عن "النفاق الواسع النطاق والمعايير المزدوجة التي أظهرتها الدول الغربية مؤخرا" من خلال جعل الصراع مستمر حتى "آخر أوكراني". أضاف "إذا كانت الولاياتالمتحدة والناتو مهتمين بالفعل بحل الأزمة الأوكرانية، فعليهما أولاً وقبل كل شيء أن يعودا إلى رشدهما ويتوقفا عن تزويد كييف بالأسلحة والذخيرة"، مشدداً على أن الشعب الأوكراني لا يحتاج إلى صواريخ جافلين وستينغر، بل إلى مساعدات إنسانية. وأكد وزير الخارجية الروسي أن المحادثات بين موسكو وكييف مستمرة بشكل يومي، لافتًا إلى أهمية أن تتضمن مسودة الاتفاق التزام أوكرانيا بوضع حيادي وتحقيق الضمانات الأمنية الروسية، فضلا عن تخفيف العقوبات الغربية. وبين لافروف: "حاليا، يناقش الوفدان الروسي والأوكراني بالفعل مسودة اتفاقية محتملة عبر الفيديو كونفرنس على أساس يومي". وأوضح أن "الاتفاقية يجب أن تشمل وضع أوكرانيا المحايد والمنزوع السلاح، وكذلك الضمانات الأمنية لكييف". وتابع أنه "يجب أن تتضمن أجندة المحادثات أيضًا قضايا نزع النازية، والاعتراف بالحقائق الجيوسياسية الجديدة، وتخفيف العقوبات، ووضع اللغة الروسية، وغيرها". وقال: "رفع العقوبات المفروضة على روسيا جزء من مفاوضات السلام بين موسكووأوكرانيا". وحذرت كييف يوم الجمعة من أن المحادثات بشأن إنهاء الغزو الروسي الذي دخل شهره الثالث الآن معرضة لخطر الانهيار. وبين أن "الوفدين الروسي والأوكراني يناقشان بالفعل حاليا مسودة معاهدة محتملة على أساس يومي عبر مؤتمرات الفيديو". ولم تعقد أوكرانياوروسيا محادثات سلام وجها لوجه منذ 29 مارس وتوترت الأجواء بسبب مزاعم أوكرانية بأن القوات الروسية ارتكبت فظائع أثناء انسحابها من المناطق القريبة من كييف. ونفت موسكو هذه المزاعم. وقال لافروف دون الإدلاء بتفاصيل إن "أجندة المحادثات تشمل، من بين أمور أخرى، قضايا التخلص من النازيين والاعتراف بالحقائق الجيوسياسية الجديدة ورفع العقوبات ووضع اللغة الروسية. "نؤيد استمرار المفاوضات رغم أنها صعبة". ميدانياً، خرج الجمعة المئات من المدنيين المنهكين من قرية روسكا لوزوفا "الاستراتيجية" التي استعادها الجيش الأوكراني بعد نحو شهرين على وقوعها تحت الاحتلال الروسي في شمال خاركيف في الشرق الأوكراني. تقع روسكا لوزوفا على بعد 18 كلم إلى الشمال من خاركيف وكانت تضم نحو خمسة آلاف نسمة قبل الحرب. ويعبر القرية الطريق السريع ام-20 الذي يربط المنطقة بالحدود الروسية ومن ثم ببلغورود. وصنّف الجيش الأوكراني روسكا لوزوفا "منطقة ذات أهمية استراتيجية". وقالت قيادة سلاح المشاة إن "العدو شنّ انطلاقا من هذه القرية ضربات استهدف فيها البنى التحتية المدنية والأحياء السكنية في خاركيف". تتعرّض الأحياء الواقعة في شمال شرق خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا وكانت تعد قبل الحرب 1,5 مليون نسمة، يوميا للقصف بصواريخ روسية، في ضربات توقع قتلى مدنيين. وتم تحرير قرية روسكا لوزوفا بعد قصف مكثف ومعارك في اليومين الأخيرين.