طالما اشتهرت منطقة عسير بعادات رمضانية متعارف عليها في شهر رمضان، فقبل ظهور وسائل الإعلام في المنطقة، كان إطلاق النار بكثافة من البنادق في أحد رؤوس الجبال أو إشعال النيران في الهضاب المرتفعة، إعلاناً عن حلول شهر رمضان المبارك، وأيضاً لإبلاغ الناس عن اقتراب موعد السحور أو بدخول العيد أو مناسبة سعيدة معينة. وكانت الشعلة تختلف مدلولاتها، فالشعلة الواحدة على قمة الجبل تعني دخول شهر الصوم أما الشعلات الثلاث تعني ليلة عيد الفطر، كانت هذه العادة تستخدم منذ قدم الزمان، وهي إحدى وسائل الإعلان عن دخول رمضان أو خروجه. ومن العادات التي كانت سائدة في منطقة عسير في الزمن الماضي، صعود الأطفال سطوح المنازل، وبأيديهم مراوح صغيرة دائرية مصنوعة من خوص الدوم، ومن حولهم آنية من الفخار تسمى «موريات» أو «مخاصر» تحتوي على إفطارهم، فإذا سمعوا صوت الأذان لصلاة المغرب من جامع المنطقة أمسكوا بمراوحهم يحركونها يميناً ويساراً، مرددين عبارات: «حد حد، افطر يا صايم» «حد حد، افطر يا صايم». يعتز ويفتخر أهالي عسير بموروثهم الشعبي، ويحاولون قدر الإمكان المحافظة عليه خوفاً من أن يندثر وينسى، وهناك عادة أخرى تقوم بها العائلات في عسير ويطلق عليها مسمى «صندوق العائلة»، وهو عبارة عن صندوق يتم وضع مبالغ مادية فيه من كل فرد في الأسرة، وتكون ضمن اتفاق معين، وتهدف إلى التكاتف والتكافل الاجتماعي، حيث يقوم هذا الصندوق بتقديم الدعم لمن يحتاج إليه من العائلة، كما تحرص العديد من السيدات في عسير في ليالي شهر رمضان الكريم بإعداد الإفطار وإرساله يومياً إلى المسجد، والذي يتكون من القهوة والتمر وخبز البر، وذلك رغبة في الأجر والثواب، وهي تعتبر عادة رمضانية عسيرية قديمة أيضاً.