كشفت بيانات الجمارك الصينية عن هيمنة براميل النفط السعودية في اجمالي واردات الصين البترولية للشهر الماضي، وأظهرت بأنه وعلى الرغم من أن المملكة العربية السعودية صدّرت نفطًا أقل بنسبة 13٪ إلى الصين في مارس مقارنة بالعام السابق، لكنها احتفظت بأكبر مورد لها، بينما تراجعت الشحنات من روسيا، التي تحتل المرتبة الثانية بنسبة 14٪. وبلغ إجمالي واردات الخام السعودي 6.858 مليون طن الشهر الماضي، بما يعادل 1.61 مليون برميل يوميا، ويقارن ذلك بمتوسط 1.81 مليون برميل يوميا خلال الشهرين الأولين و1.85 مليون برميل يوميا قبل عام، بالمقابل بلغت الواردات من روسيا 6.39 ملايين طن، أو 1.5 مليون برميل يوميا، مقابل 1.75 مليون برميل يوميا في مارس 2021 و1.57 مليون برميل يوميا في الفترة من يناير إلى فبراير، وجاء انخفاض الإمدادات من هذين المصدرين مع انخفاض إجمالي واردات الصين من النفط الخام الشهر الماضي بنسبة 14٪ على أساس سنوي، حيث قامت المصافي المستقلة بتقييد عمليات الشراء وسط تقلص هوامش الربح، كما خضعت المصانع الكبرى المملوكة للدولة للصيانة. ونظرًا لأن معظم الشحنات الروسية التي وصلت في مارس تم التعاقد عليها قبل الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير، فإن أي خفض لمشتريات النفط الروسي بسبب مخاوف من العقوبات لن ينعكس إلا في البيانات المقرر إصدارها في مايو، وأظهرت بيانات الخميس عدم وجود واردات من إيران، بعد أن أبلغت الجمارك عن شحنتين نادرتين في ديسمبر ويناير والتي قالت المصادر إنهما كانتا مخصصتين للتخزين الحكومي في حالات الطوارئ. ووفقًا لبيانات تتبع الناقلات، تجاوزت واردات الصين من النفط الإيراني 700 ألف برميل يوميًا لشهر يناير، متجاوزة الذروة البالغة 623 ألف برميل يوميًا التي تم الوصول إليها في عام 2017 قبل أن يعيد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب فرض العقوبات في 2018 على صادرات النفط الإيرانية. فيما لم تظهر البيانات الواردات من فنزويلا، حيث تبتعد شركات النفط الحكومية عن الواردات منذ أواخر 2019. ومع ذلك، كانت الواردات من ماليزيا غالبًا ما تستخدم كنقطة تحويل في العامين الماضيين للنفط القادم من إيرانوفنزويلا، واستقرت مقابل 1.9 مليون طن قبل عام. وكان ذلك ارتفاعا من متوسط 1.08 مليون طن خلال الفترة من يناير إلى فبراير. تسيّد الساحة الصينية وتواصل الامدادات السعودية تسيّد الساحة في واردات الصين، فيما احتفظت المملكة بمرتبتها الأولى في إمدادات النفط الصينية في عام 2021، مع زيادة الإمدادات 3.1٪ مقارنة بعام 2020، وزادت حصتها إلى 17٪ من إجمالي الواردات الصينية. وأظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك، أن الصين جلبت 87.58 مليون طن من النفط الخام من المملكة، أو ما يعادل 1.75 مليون برميل يوميًا. ويقارن ذلك ب 84.92 مليون طن في عام 2020، عندما كانت السعودية تستحوذ على 16٪ من السوق الصينية. من جهة أخرى، حذر كبار المستهلكين وتنفيذيي النفط من إن أي توقف لإمدادات الخام الروسي في الدول الغربية سيكون له تأثير "عميق" على السوق. "والآن مع ملايين البراميل يوميا من النفط الروسي من المحتمل أن يتم تعبئتها سيكون التأثير عميقا." "ولا يزال هناك نقص في البراميل الحلوة لنظام التكرير في نصف الكرة الغربي". في وقت إن الصين قد تكون لديها شهية للخام الروسي، بما في ذلك الأورال الذي قد لا تلمسه الدول الأخرى، وقالت مصادر إن الطلب من شركات التكرير الصينية الخاصة قد يكون العامل الوحيد لاسترداد خام مزيج إسبو الروسي، على الرغم من أن المعنويات لا تزال ضعيفة في الوقت الحالي. ونظرًا للطبيعة الحساسة للأسعار لمصافي التكرير الصينية الخاصة، قد يكون خام مزيج إسبو المخفض في الواقع خيار شراء أكثر إغراء بالنسبة لهم. في حين ان الرأي المتفق عليه الآن هو أنه ربما يتعين على الصين أن تكون موطنًا مساندًا للكثير من خام الأورال من جبال البلطيق في البحر الأسود التي يتم تحميلها وسيتعين عليها أن تجد طريقها إلى الشرق إذا كان الغرب "يرفض بيعها". وفرضت الولاياتالمتحدة حظرا على واردات النفط من روسيا الشهر الماضي، بينما جعلت العقوبات المفروضة على المؤسسات المالية في موسكو من الصعب معالجة مدفوعات النفط الروسي، وكشفت اخر البيانات بإن متوسط إنتاج روسيا من النفط انخفض إلى 10.32 مليون برميل يوميا في الفترة من 1 إلى 11 أبريل، من 11.01 مليون في المتوسط في مارس، بانخفاض أكثر من ستة بالمئة. وأبلغت أوبك الاتحاد الأوروبي بأن العقوبات الحالية والمستقبلية على روسيا قد تخلق واحدة من أسوأ صدمات المعروض النفطي على الإطلاق وسيكون من المستحيل استبدال تلك الكميات، وأشارت إلى أنها لن تضخ المزيد. وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك إن إنتاج النفط الروسي قد ينخفض بنسبة 4٪ إلى 5٪ في أبريل من مارس بسبب مشاكل التأمين واستخدام السفن. وقالت المصادر إن الإنتاج انخفض أكثر إلى 9.76 ملايين برميل يوميا الثلاثاء الماضي، وهو أدنى مستوى منذ 9.37 ملايين برميل يوميا في المتوسط في يوليو 2020، عندما تأثر الإنتاج والطلب بانتشار فيروس كورونا. وسجلت شركة روسنفت، أكبر منتج للنفط في روسيا من حيث الإنتاج، أكبر انخفاض في الإنتاج بنحو 500 ألف برميل يوميا حيث انخفض إلى 2.87 مليون برميل يوميًا خلال الفترة 1-11 أبريل من 3.35 ملايين برميل يوميًا في مارس.