تقع العلا شمال غرب المملكة جغرافياً وتتبع إدارياً إمارة منطقة المدينةالمنورة، وهي إحدى أهم الوجهات السياحية في المملكة العربية السعودية، تضم العديد من الآثار التي تعانق خصوصية جبالها التي لن تجد لتشكلاتها الفريدة منافساً وأعدك حين زيارتك لهذه المدينة الساحرة أنه سيدور حوار بينك وبين رفقائك في الرحلة كيف تشكلت هذه الجبال وتموضعت بهذه الطريقة! وتلك ما هي إلا بداية رحلتك الممتعة إلى العلا. تذّكر أنك في مدينة تضم آثاراً يعود تاريخها إلى أكثر من 200 ألف عام قبل الميلاد في حقبة العصر الحجري القديم، ويوجد بين أحضانها أماكن مدرجة في قائمة اليونسكو للتراث العالمي، أنصحك بالدخول على موقع استكشف العلا وسوف تجد دليلاً رائعاً عن تاريخ العلا بالإضافة إلى جدول الأماكن السياحية الرائجة هناك مع إمكانية حجز التذاكر لقضاء رحلة لا تنسى. تاريخ العلا ووجود المعالم التراثية مع طبيعتها الخاصة بتمازج مكوناتها البيئية رسم ملامح مشروع العلا الواعد الذي أنجب العديد من المبادرات في عدة مجالات مثل التعليم والثقافة والفنون، بالإضافة إلى الآثار والسياحة والذي بدوره يعمل على ترميم المعالم التراثية في منهجية اقتصادية محلية متفردة. وتكمن أهداف مشروع تطوير العلا في ثلاثة أهداف اقتبسها من موقع مشروع تطوير العلا، الهدف الأول تطوير العلا كمتحف حي ووجهة عالمية للسياحة التاريخية والتراثية والثقافية والطبيعية مع التركيز على الاستدامة والشمولية المجتمعية مما يوفر للزوار تجربة غامرة وجديرة بالثقة. والهدف الثاني إعداد مجتمع العلا كأساس للتحول الذي تشهده منطقة العلا سيشمل ذلك الاقتصاد المحلي المتنوع الذي يعمل بشكل رئيس على السياحة والزراعة والخدمات اللوجستية والضيافة والفنون والثقافة، مع تمكين المجتمع من خلال برامج التدريب والتعليم وتنمية المهارات. والهدف الثالث ضمان استدامة هذه الوجهة السياحية للأجيال المقبلة من خلال التطوير المستمر، واستحداث مشاريع تستهدف الحفاظ على البيئة وإدارة المياه وإعادة توطين النباتات والحيوانات. جدير بالذكر أن جناح المملكة العربية السعودية في اكسبو 2020 جذب 4.9 ملايين زائر لتكون تجربة رائعة للزوار في رؤية المعالم التراثية بطريقة مبتكرة والتعرف على الثقافة المحلية والنهضة الحضارية. وفي زخم تطوير العلا أطلق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الرؤية التصميمية لبرنامج تطوير العلا ويتكون من 3 مراحل رئيسة وسوف تكتمل المرحلة الأولى بمشيئة الله في 2023 ومن مخرجاتها تطوير مدينة العلا حتى تصبح وجهة عالمية في المجال التراثي والثقافي والفني والطبيعي، لتكون نتائجه مستقبلاً تنموياً مزدهراً يتناغم بين الإنسان والطبيعة، ويحافظ على الإرث الثقافي والحضاري العالمي، ويعزز فرص الاستثمار ودعم النمو الاقتصادي المستدام. وبحسب التحليلات الإحصائية سوف يكون هناك مليونا زائر، و120 مليار ريال كمبلغ تراكمي إجمالي في الإسهام في الناتج المحلي، و38 ألف فرصة عمل جديدة، و75 % من فرص العمل المستحدثة في قطاع الضيافة بحلول عام 2035. ختاماً.. ما تشهده المملكة من مشاريع واعدة في رؤية 2030 الثاقبة والتي تسعى لتوظيف الموارد المتنوعة في بناء اقتصاد مزدهر باقتناص ثمرات جغرافية المنطقة نحو ريادة الفكرة ودقة التنفيذ. معتصم باكراع