يختص شهر الصيام في موريتانيا (بلد المليون شاعر) بطابعه الخاص، المتمثل في العادات والتقاليد التي ينفرد بها المجتمع الموريتاني عن غيره من المجتمعات، حيث يستقبل الشعب الموريتاني شهر رمضان المبارك، ببهجة ممزوجة بعادات وتقاليد شهيرة، خصوصاً ما تعكسه ثقافتهم وطبيعة استقبالهم للشهر، ومن أوائل ما يقوم به الموريتانيون في رمضان الاعتكاف في المساجد، وممارسة العادات الاجتماعية كالزيارات العائلية والجيران والأحبة لتهنئتهم، وهي من العادات الأصيلة المرتبطة بصلة الرحم، والتكافل الاجتماعي. وبرغم من التغيرات التي طرأت على المجتمع الموريتاني، والتحديات المتمثلة في ثقافاته المتعددة المختلفة، فلا يزال الموريتانيون محافظون على تقاليد راسخة في شهر رمضان. موائد الإفطار على السفرة الموريتانية تتنوع بالعديد من الأطباق الرئيسية المختلفة، ويعد طبق البنافة أو «أطاجين» كما يسميه البعض هو الطبق الرئيسي الذي يتربع على المائدة الرمضانية وعلى وجبة الإفطار خصوصاً، وتتكون هذه الوجبة من خضار ولحم، كما تكون السفرة ممتلئة ب المخبوزات والحلويات، أما السحور فيكون في الغالب المشروب الشهير «الرائب» أو «المذق» أو «الأرز المسلوق». لم يعد المسحراتي بالشكل الذي كان عليه في السابق، حيث كان رجلاً مسناً يجوب الشوارع وقت السحور، ينادي بصوته المبحوح، حيث ينبه النيام في المدينة والأحياء بدخول وقت السحور، أما اليوم فقد تغير الوضع، وأصبح الشباب يحملون على عاتقهم مهمة المسحراتى في موريتانيا، حيث يجوبون الطرق وهم يحملون في أياديهم أوعية معدنية للنقر عليها من أجل إيقاظ الناس على السحور. في الظروف العادية يتناول الموريتانيون ما لا يقل عن 9 أكواب من الشاي الأخضر في اليوم، وهي إحدى العادات الشهيرة لدى الشعب الموريتاني، تتخللها الحكايات الشعرية، ولها وقتها وأماكنها المختلفة وخصوصاً في رمضان، حيث تجمع الأحبة، كما يحظى كوب الشاهي بالمكانة الدائمة فيها، وله أهمية خاصة لدى الموريتانيين، لا سيما في جلسات السمر التي تشهد إنشادًا للأشعار في ليالي شهر رمضان.