أوقعت المعارك في ماريوبول 20 ألف قتيل على الأقلّ منذ نهاية فبراير، وفق ما أكّدت السلطات المحلية الثلاثاء، في حين تضيّق موسكو الخناق على المدينة الساحلية الواقعة في جنوب شرق. وأكّد بافلو كيريلنكو حاكم منطقة دونيتسك على تطبيق تلغرام أن المدينة تشهد "قتالا مستمرا ليلا نهارا" وأن التواصل أصبح شبه معدوم مع ماريوبول. وعلى تويتر أشار مستشار الرئاسة الأوكرانية ميخايلو بودولياك إلى أن "الجنود الأوكرانيين أصبحوا محاصرين وعالقين في المدينة التي دمّر 90 بالمئة منها. ومن شأن سيطرة الروس على ماريوبول تعزيز مكاسبهم الميدانية على الشريط الساحلي المحاذي لبحر آزوف من خلال ربط مناطق دونباس بشبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا العام 2014. وأكّد الجيش الروسي من جهته أنّه أفشل الاثنين محاولة فرار نحو مئة عسكري أوكراني مع مدرّعات موجودين في مصنع في شمال المدينة. "مواد كيميائية" وهذا المصنع الذي تحوّل إلى معقل للقوات الأوكرانية في ماريوبول والذي يضم مساحات تحت الأرض تمتد لكيلومترات، يعطي مؤشرا إلى أن معركة السيطرة على ماريوبول ستكون ضارية. وعلى مر الأيام تتبيّن الحصيلة الفعلية للقتلى المدنيين في بقية مناطق البلاد علما بأن المعركة الكبرى المرتقبة للسيطرة على دونباس في الشرق الأوكراني لم تبدأ بعد. وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الثلاثاء: إن المجزرة المفترضة في حق مدنيين في بوتشا قرب كييف "أخبار مضللة". وقد انسحب الجنود الروس من بوتشا في ضاحية كييف الشمالية الغربية في نهاية مارس بعدما حاصروها مدة أسابيع عدة. وفي شرق البلاد الحدودي مع روسيا التي تجعل من السيطرة الكاملة على منطقة دونباس هدفها الأساسي، أعلنت كييف أنها تترقب قريبًا جدًا هجومًا كبيرًا. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأوكرانية أولكسندر موتوزيانيك "بحسب معلوماتنا، بات العدو على وشك إتمام الاستعدادات لهجوم على الشرق. سيقع الهجوم قريبا جدا". واستمر مدنيون في الفرار من منطقتي لوغانسك ودونيتسك من حيث يتوقع أن تغادر ستة قطارات على ما أوضحت سلطات لوغانسك المحلية. ويرى محللون أن الرئيس الروسي، يريد أن يحقق انتصارا في دونباس قبل العرض العسكري الضخم في الساحة الحمراء في 9 مايو بمناسبة ذكرى انتصار السوفيات على ألمانيا النازية. وخلال زيارة له في أقصى الشرق الروسي أكد بوتين أن هجوم قواته في أوكرانيا يتواصل "بترو" مع الحد من الخسائر رافضا تحديد جدول زمني له. وأضاف أن "مهمتنا هي تحقيق الأهداف الموضوعة مع الحد من الخسائر". وفيما أكدت كييف أن المفاوضات "صعبة جدا" مع موسكو، قال بوتين إن "عدم تجانس مواقف" المفاوضين الأوكرانيين يحول دون التوصل إلى اتفاق بين كييف وموسكو لإنهاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. والثلاثاء قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مقابلة إن بوتين "قرر أنه لن يتوقف"، مشككا في إمكان دفعه إلى الجلوس إلى طاولة المفاوضات في المدى القريب. في الأثناء، أعلنت السلطات الأوكرانية الثلاثاء توقيف النائب الأوكراني ورجل الأعمال فيكتور ميدفيدتشوك المقرّب من بوتين والمتواري منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، في "عملية خاصة". وليل الثلاثاء عرض زيلينسكي على روسيا تبادل ميدفيدتشوك بالأوكرانيين المحتجزين أسرى لدى روسيا. وفرّ أكثر من 4,6 ملايين لاجئ أوكراني من بلادهم منذ الغزو الروسي في 24 فبراير، وفق تعداد مفوضية الأممالمتحدة السامية لشؤون اللاجئين. وأدت الحرب في أوكرانيا إلى سلسلة تداعيات على الاقتصاد العالمي وإلى ارتفاع في اسعار الطاقة والمواد الغذائية ما من شأنه أن يفاقم الفقر والجوع وأن يزيد أعباء الدين، وفق ما حذّر منه الثلاثاء رئيس البنك الدولي.