برغبة صادقة، وحرص واضح، تواصل قيادة المملكة نهجها القويم في تشييد المساجد والجوامع والاهتمام والعناية بها، من أجل التسهيل على المسلمين أداء عباداتهم، في أجواء إيمانية، الأمر الذي جعل للمملكة سجلاً حافلاً بإنشاء بيوت الله في ربوع البلاد وخارجها، وسجلا آخر في العناية بالمساجد التاريخية، وتعزيز دورها الاجتماعي والثقافي، وتحقيق الهدف الرئيس من برامج تأهيلها، المتمثل في تعزيز التوازن بين إعمارها، ومضمون رسالتها الدينية والتربوية. العناية بالمساجد التاريخية في المملكة بدأت منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- وصولاً إلى عهدنا الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وعضده ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- اللذين تبنّيا برنامج العناية بالمساجد التاريخية في مناطق المملكة. ولا تزال أصداء إعلان سمو ولي العهد عن إطلاق أكبر توسعة لمسجد قباء خلال زيارته إلى المدينةالمنورة، منتشرة، ويتفاعل معها الكثيرون داخل المملكة وخارجها، الذين يرون أن مشروع التوسعة يجسد اهتمام القيادة السعودية بالمساجد التاريخية، وبيوت الله عز وجل، كما أنه يأتي امتداداً لما توليه المملكة من اهتمام بالغ بالحرمين الشريفين، والمشاعر المقدسة. ويكتسب مشروع توسعة مسجد قباء، الذي يحمل اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أهمية بالغة لمسلمي العالم، ليس لسبب سوى أنه أول مسجد أُسس على التقوى، وقد خطه النبي صلى الله عليه وسلم عند قدومه إلى المدينةالمنورة، وشهد مراحل صعود الدعوة النبوية، وانتشار الإسلام وتقوية أركانه من قلب المدينةالمنورة، يضاف إلى ما سبق أن مشروع التوسعة، يعكس دور ولي العهد البارز في الحفاظ على المكانة الثقافية والتاريخية للمملكة، كمهبط للوحي ومهد للرسالة المحمدية من خلال اهتمام سموه بالمعالم الإسلامية والإرث النبوي الشريف بكافة تفاصيله. ويمكن التأكيد على أن توسعة مسجد قباء وتطوير المنطقة المُحيطة به، مشروع ثقافي وتاريخي وإسلامي مُتكامل، حيث سيعمل على تطوير وإحياء 57 من المواقع والآثار النبوية، ضمن نطاق المسجد وساحاته، من منطلق حرص المملكة على تسهيل وصول عموم المُسلمين من زوار ومصلين وحجاج ومعتمرين للمعالم الإسلامية التاريخية وتطويرها لإثراء زيارتهم الدينية لهذه المواقع ورفع الطاقة الاستيعابية لها، حيث طورت العديد من المواقع ذات الموروث التاريخي الإسلامي بجملة أعمال نوعية وخدمات مستدامة وشبكات الطرق والنقل الحديثة والبنى التحتية.