تختلف العادات والتقاليد الرمضانية في كل دولة من دول العالم، فلكل دولة طرق معينة لاستقبال شهر رمضان المبارك، وكمثلها من الدول الإسلامية يتميز السودان باحتفالات وعادات قديمة الأزل في شهر رمضان، ويحتفل أهل السودان برمضان قبل مجيئه بفترة طويلة، ففي شعبان تنبعث من المنازل السودانية رائحة جميلة وهي رائحة «الأبري» أو «المديدة» وهي المشروبات والأطباق التي يتميز بها السودان ويتم تحضيرها قبل رمضان استعداداً له. وفي أول ليلة من إعلان ظهور الهلال تبدأ المساجد بإضاءة المصابيح الملونة على المآذن والأسوار وتظل الأضواء مضاءة طوال ليالي رمضان وتتلألأ الشوارع بالزينة والأنوار لتجلب البهجة في نفوس المواطنين. أما صلاة التراويح فلها روحانيات خاصة بها في السودان حيث تزدحم المساجد بالمصلين من الرجال والنساء والشباب والأطفال في مشهد يسر الناظرين، تقام صلاة التراويح في المساجد أو في الساحات الكبيرة. ومن العادات التي يتميز بها السودان مدفع الإفطار حيث ينطلق المدفع عند كل أذان مغرب، معلناً عن موعد الإفطار وقبل الفجر للتنبيه على التوقف عن الأكل، ومن المعتاد في السودان تأخير أذان المغرب وتقديم أذان الفجر احتياطاً. وأهم العادات التي يتميز بها أهل السودان خلال هذا الشهر الكريم هي الإفطار الجماعي حيث تكتظ الشوارع والساحات العامة بالناس قبل الإفطار، وتأتي كل عائلة بطعام إفطارها جاهزاً وعندما يتم الإعلان عن دخول وقت المغرب يبدأ الجميع في تناول الطعام معاً، وهناك من يجلب الطعام معه بكمية تزيد عن حاجته ثم يجلس منتظراً أي شخص غريب ليفطر معه، ومن أجمل ما يميز أهل السودان في رمضان «صلة الرحم» حيث تشهد المنازل السودانية نشاطاً ملحوظاً وتحركاً ملموساً في تبادل الزيارات العائلية في ليالي رمضان كما تبدأ الاستعدادات الخاصة لتحضير حلوى العيد حيث تنشغل النساء في عمل (الكعك) و(البسكويت) وغير ذلك من أنواع الحلوى المعروفة عند أهل السودان وعادة ما يتم تحضير ذلك بشكل جماعي وتعاوني بين النساء، وبعد أذان المغرب يفطر السودانيون بعد تناول التمر بشرب « الآبريه» ويعرف ب(الحلو مر)، وهو عبارة عن ذرة تنقع بالماء حتى تنبت جذورها ثم تعرض لأشعة الشمس حتى تجف ثم تطحن مع البهارات وتعجن وتوضع على هيئة طبقات في الفرن حتى تنضج، وتقوم الناس بنقعه في الماء فترة حتى يصبح لونه أحمر ويفطر عليه الصائمون فيشعرون بالارتواء بعد العطش نهار اليوم، يبدأ أهل السودان الإفطار بتناول التمر، ثم «البليلة» وهي وجبة لا تخلو منها موائد السودان في رمضان، ومن أشهر الوجبات السودانية «الويكة» وهي نوع من البامية مع «العصيدة» وهناك أيضاً طعام يسمى (ملاح الروب) وهو عبارة عن لبن رائب ممزوج بقليل من الفول السوداني، وبعد تناول الإفطار يحتسي الصائمون الشاي والقهوة، تعتبر المشروبات الرمضانية المفضلة لدى السودانيين في شهر رمضان هي قمر الدين، عصير البرتقال، المانجو، الكركديه، وفي موعد الإفطار يصطف السودانيون حول المائدة وهي بسيطة من سعف النخيل في صفين متقابلين، ومن العادات الرمضانية المحببة لدى السودانيين تبادل الهدايا والأطباق من الطعام والمشروبات قبل صلاة المغرب، حيث يحرص السودانيون على تشجيع أطفالهم على الصيام من خلال الهدايا وتوزيعها عليهم بل تقديم طعام الإفطار لهم قبل الضيوف تشجعاً وتحفيزاً. مسجد قرية الملد