يقفون على حدود بلادهم رجال بكل عزيمة وإرادة، واضعين أرواحهم في كفوفهم، جنودنا البواسل في كل لحظة يسطرون أروع التضحيات والفداء لحماية أرض الوطن بكل السبل، إما النصر أو الشهادة، فهؤلاء الرجال الذين يقدمون دماءهم وأرواحهم وأنفسهم وحياتهم في سبيل الحفاظ على حدود البلاد من العداء، من أجل أن يبقى هذا الوطن شامخاً، قويا، عظيماً، كما هو دائما، فأبطالنا الجنود الأشاوس الذين يقفون في الميادين وقفة عظيمة ممتلئة بالشجاعة والإخلاص، مقدمين أرواحهم فداء بلاد جمعت بين القوة والعدل والإصرار والعزيمة، ويظهر لنا أن للأجواء الرمضانية التي يعيشها المرابطون في الحد الجنوبي في شهر رمضان مختلفة تمامًا، حيث إنهم يصرون على الصيام رغم إجازة الشرع لهم بالإفطار في حالتهم تلك، ورغم ارتفاع درجات الحرارة ودخول فصل الصيف، إلا أن للمرابطين في الحد الجنوبي طقوسا خاصة بهم خلال هذا الشهر الكريم، ومنها كما ذكرنا سابقاً إصرارهم على الصيام والاجتهاد في الطاعة، وقد أظهرت الصور الروح العالية والتعاون بين جنود الوطن، وذلك في شهر رمضان أثناء الإفطار، حيث يتم تنظيم عملية الإفطار بتقسيم الجنود إلى فريقين أو دفعتين، أي يبدأ الفريق الأول بتناول إفطاره على عجل، بالمقابل يبقى الفريق الثاني عيناه على الحدود لرصد أي حركة أو هجمة من قبل العدو، ومن بعد ذلك يتبادل الفريق الأول مع الفريق الثاني، ويستمر التناوب بين الفريقين على هذا الحال حتى انتهائهم من تناول طعام الإفطار، ويستمر على هذا الحال حتى انتهاء شهر رمضان المبارك والتي تعكس أخلاقيات الجندي السعودي، وواجبه الديني والوطني حينما تنادي الميادين الرجال يحافظون على حدودها، متصدين للعداء. "ما بين الدفاع والوداع" ليست قطعة جغرافية من الأرض بل هي شيء أبعد من ذلك بكثير، وليست فقط مكانا يعيش عليه الفرد إنما هي أمانهُ وسندهُ الأول، حيث إن بلادنا لها مكانة عظيمة دينيا وسياسيا واقتصاديا مما يجعلها تحت أنظار الجميع، مما يوجب علينا الحفاظ عليها بحدودها وثقافتها ودينها، وطبيعتها الخاصة التي تميزها عن الدول غيرها، ومن منطلق الحفاظ عليها تأتي صور لحدودها ومن يقف عليها فهو في سبيل وداع حياته حاملا سلاحه متوجها للأمام. "للروح همة إما النصر أو الشهادة" في ظل دعم القيادة الكريمة الدائم للمرابطين وأسرهم وأبنائهم وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - التهنئة بحلول شهر رمضان المبارك إلى جنودنا البواسل المرابطين على الحدود وعلى الثغور، والقطاعات العسكرية كافة، وكل العاملين في قطاعات الدولة، الذين يتفانون في خدمة وطنهم، داعيا الله أن يجزيهم خير الجزاء على مجهوداتهم. وكلمة الشكر لهم، محل فخر واعتزاز ورفعة لما يقومون لكل مواطن سعودي يعيش على ثرى هذا البلاد الغالية، حيث مهما مر من الزمان إلا أن بطولاتهم وتضحياتهم التي قدموها ستظل بارزة، نستذكرها مهما مر عليها الزمن.