الجميع شاهد اللاعب الدنماركي أريكسون وهو يسقط في مباراة لمنتخب بلاده في أمم أوروبا بسبب مشكلات في القلب، وتكررت الحادثة لأكثر من لاعب في أماكن مختلفة حول العالم نظير مشكلات في القلب، وقد يصل البعض منهم لإجراء عمليات جراحية في القلب، حيث تعتبر عمليات القلب من أكثر العمليات الجراحية تعقيد، وتكون أحياناً ذات خطورة عالية وأنواع مختلفة ومتعددة حيث يكون هدفها الرئيس إعادة قدرة القلب على أداء وظائفه بشكل طبيعي قدر الإمكان، وغالباً ما يكون الخلل في أحد الصمامات أو الشرايين المتصلة بالقلب أو ضعف في العضلات أو غيرها من الأسباب التي تستوجب التدخل الجراحي لاستعادة وظيفة القلب والحفاظ على حياة المريض. ولكن لاكتمال الرحلة العلاجية علينا أن لا نغفل عن الجانب التأهيلي لعضلة القلب حيث لا يمكن للمريض ممارسة حياته. يعاني المريض من عدة مشكلات بعد العملية، ويحتاج إلى عناية دقيقة وتأهيل على يد فريق طبي متخصص من أجل العودة لمزاولة حياته بشكل طبيعي، وهنا يأتي دور «العلاج الطبيعي» ومنذ اليوم الأول من العملية، وبعد استقرار حالة المريض يتم وضع الأهداف لمساعدة المريض للعودة لحياته بشكل طبيعي وتجاوز ما يواجه من مضاعفات بعد العملية. فمن أبرز الأعراض التي قد تواجه المريض بعد العملية، هي: 1- الشعور بالتعب والإرهاق. 2- آلام في الصدر. 3-تجمع للبلغم في الرئة. 4- صعوبة بذل أي مجهود. 5- صعوبة في التنفس. ومن هنا تبدأ رحلة العلاج الطبيعي لمساعدة المريض في التخلص من هذه الأعراض بعد العملية، والعودة بشكل تدريجي وآمن إلى وضعه الطبيعي، ومنع أي مضاعفات قد تحدث، وذلك من خلال بعض الطرق العلاجية والتمارين. المرحلة الأولى من العلاج هي فترة وجود المريض في المستشفى بعد العملية، وتكون الأهداف فيها: 1- مساعدة المريض وتعليمه طريقة التخلص من البلغم المتجمع لمنع حدوث أي إلتهابات ومضاعفات رئوية. 2- تقوية عضلات التنفس وتحسين تمدد الرئتين أثناء الشهيق والزفير عن طريق بعض التمارين الخاصة بالتنفس. 3- منع حدوث أي مضاعفات في الأوعية الدموية مثل الجلطات بسبب الجلوس والنوم الطويل، وذلك عن طريق تمارين لتحريك الدورة الدموية في الجزء السفلي من الجسم وتغيير وضعية المريض كل ساعتين. 4- منع حدوث تيبس في المفاصل، وذلك عن طريق عمل التمارين الحركية للمفاصل. 5- مساعدة المريض لأخذ أولى خطواته بعد العملية وتعليمه الطريقة الصحيحة للوقوف والاعتماد على نفسه في المشي. 6- المحافظة على مكان الجراحة ومنع أي مضاعفات فيه. بعد خروج المريض من المستشفى يحدد له برنامج تأهيلي تحت إشراف فريق طبي متخصص في تأهيل القلب والرئة ويستمر لمدة 3 إلى 5 أشهر على حسب تجاوب المريض.. يكون هدفها زيادة قدرة القلب لتحمل المجهود تدريجياً وذلك عن طريق تمارين اللياقة، مثل: التمارين على أجهزة المشي والدراجة، والتدريب على صعود الدرج، مع مراعاة متابعة جهاز نبضات القلب وعدم الزيادة عن قدرة المريض. وتحسين جودة حياة المريض عن طريق تقوية عضلات الجسم بشكل عام، وتمارين لتدريب المريض على رفع مستوى التوازن وغيرها من التمارين الكثيرة لتحسين وظائف الجسم. في هذه الفترة يمنع المريض من القيام بالمجهود العالي ويمكنه العودة لمزاولة عمله بعد شهرين من التأهيل، ولكن بدون القيام بأي جهد مرهق قد يسبب له مضاعفات، بعد انتهاء فترة التأهيل يعود المريض -بإذن الله تعالى- إلى وضعه الطبيعي مع الأخذ بعين الاعتبار المداولة على التمارين في المنزل وعدم الانقطاع عنها، وفي ذلك وقاية له من تكرار المشكلة في المستقبل بإذن الله. سلطان الأسمري - الرياض