قال مستشار ووكيل الرئيس العام للشؤون التنفيذية والميدانية عبدالعزيز بن علي الأيوبي : مع قرب شهر رمضان المبارك، وعودة روح الحرمين وروحانيتهما إلى قلب كل قاصد أكرمه الله بزيارتهما بعد انقضاء تداعيات جائحة كورونا، فقد استبشر أهالي المدينة المنوَّرة بعودة مشاركتهم في تقديم موائد إفطار الصائمين في المسجد النبوي بعد انقطاع لعامين متتاليين، وعودتهم للترحيب بضيف الرحمن واصطحابه إلى سفرة الافطار، وعودتهم لزرع أطيب الأثر وأجمل تجربة في نفسه، مشيراً إلى أن مشهد الإفطار الجماعي في المسجد النبوي مهيب يجسد معنى التلاحم والتآخي والترابط بين المسلمين رغم اختلاف لغاتهم وألوانهم وثقافاتهم تجمعهم مائدة واحدة، وهذه العادة لأبناء المدينةالمنورة التي يشارك فيها كبيرهم وصغيرهم رجالهم ونساءهم امتدَّت لأعوام طويلة تجسد رسالة محبة وسلام وابتغاء للأجر والثواب من الله عز وجل. ونوه إلى أن وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي حريصة على تعزيز تجربتها وخبرتها التراكمية في تنظيم إفطار الصائمين فقد عملت على تطوير التنظيم بدءًا من شهر محرم لهذا العام 1443ه وعقدت عدة حلقات عمل تخللها التشاور مع مقدمي خدمة الإفطار والجهات ذات العلاقة والجمعيات وعدد من الصائمين من رواد المسجد النبوي، وحرصت أيضاً على تعزيز رسالة المسجد النبوي من خلال أبناء المجتمع للزوار والمصلين تحت إشراف وكالة المسجد النبوي وتعاون مستمر من قوى الأمن ، ولأول مرة هذا العام يتم إعداد وجبات الإفطار من قبل شركات الإعاشة المتخصصة ويقدمها أفراد المجتمع، وستعود سمات الوجبة بالتمر الفاخر والفتوت والشريك والدقة واللبن الزبادي، كما ستحتوي الوجبة على عبوة ماء زمزم المبردة والتي تحظى باهتمام ضيف الرحمن. كما ذكر أن المسجد النبوي يشهد إقبالا كبيرا من زوار الداخل والخارج، ولا تكاد تجد مكانا إلا وامتلئ بالمصلين في الأيام العادية عطفا على أيام الجمع وشهر رمضان المبارك، وشمل تنظيم موائد الافطار هذا العام حزمة من الخدمات المساعدة من أهمها التحول الرقمي في تسجيل البيانات ومنح ما يقارب من 2000 تصريح، وإعداد رسم هندسي رقمي للسجاد المفروش وتحديد المواقع عبر الملاحة الالكترونية، وكذلك تغيير غلاف الوجبة ليكون مغلفا شفافا موحدًا لجميع الوجبات، وتقوم شركات الإعاشة باحضارها وتسليمها لمقدميها داخل المسجد النبوي، وبذلك سيتم اختصار جهود الفرز على الأبواب وتوفير وقت صاحب السفرة للعبادة وتلاوة القرآن في نهار رمضان، وتمكينه في كسب فضل الضيافة وإفطار الصائمين كالمعتاد، كما تم توحيد وجبات الإفطار داخل المسجد النبوي وفي ساحاته والحد من الإسراف وزوائد الطعام، بينما أتيح لصاحب السفرة إحضار القهوة والشاي وفق الأعداد المحددة في التصريح، ويشارك في ضبط التنظيم وانجاحه فرق العمل من وكالة المسجد النبوي ورجال الأمن والفرق التطوعية من أفراد المجتمع.كما شملت الخدمات المساندة توفير خطوط انتاج لتجهيز الملايين من عبوات زمزم وثلاجات تبريد ومستودعات مجهزة، كما تم التنسيق مع إدارة المرور لتخصيص مداخل لناقلات الوجبات ليتم توفيرها في الوقت المحدد دون تأثير على حركة السير و الحشود، كما تحرص الوكالة على إشراك جيل ينشأ على الخدمة بالمسجد النبوي، وإبرازهم بالمظهر اللائق، وتسعى لتحقيق تطلعات ولاة الأمر -حفظهم الله - وتحقيق الرضى في نفوس الزوار والمصلين. وأشار إلى أن الوكالة تبذل مزيدًا من التنسيق مع شركاء النجاح وتقيم تدريباً مشتركاً لجميع العاملين ليحافظوا على المستوى الأعلى للخدمات بإشراف من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان آل سعود أمير منطقة المدينةالمنورة وسمو نائبه وبمتابعة من معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبد العزيز السديس وأصحاب الفضيلة مساعديه ووكلائه في المسجد النبوي. واختتم تصريحه بشكر الله تعالى ثم لولاة الأمر -حفظهم الله- والشكر موصول لأصحاب سفر الإفطار وقاصدي المسجد النبوي على تعاونهم وتعزيز الجهود بالتزامهم وحرصهم، وهم العابدون المتطوعون المحبون لمسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم وزائريه، وقد اختصهم الله بفضله وكرمه بالخصال الحميدة والأخلاق الرفيعة والمكانة الطيبة ويسر لهم الحضور لهذا المسجد المبارك وفي زمن مبارك لعمل مبارك.