لا شك أن شهر رمضان المبارك ينتظره جميع المسلمين لكي يقيموا أحد أركان الإسلام وهو الصوم امتثالاً لأمر الله عز وجل (يا أيها الذين آمنوا كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون) ولكي يشحنوا نفوسهم بالقيم الروحية والنفسية والبدنية التي يحتويها هذا الشهر الفضيل، والصيام كما هو معلوم فيه فوائد صحية كثيرة للجسم حيث يساعد على تنقيته من الشوائب والدهون الضارة والسموم ويساعد المرضى بالابتعاد عن العادات الصحية السيئة والإفراط في الطعام، ولكن على جميع المرضى السكريين مراجعة طبيبهم قبل الصيام واتباع التعليمات الخاصة بهم خلال الصيام لكي لا تحصل لهم بعض المضاعفات لاسمح الله. يجب على مريض السكري الذي ينوي الصيام مراجعة طبيبه المختص وأخذ موافقته على الصيام واتباع النصائح الخاصة التي يعطيها له، وبشكل عام فإن الخطر الناجم عن الصيام لدى المرضى السكريين يكون قليلاً إذا كانت مستويات السكر لديهم مسيطراً عليها وضمن الحدود المقبولة بما في ذلك المرضى الذين يتعاطون الأنسولين ولكن جرعتين أو أقل يومياً مع ضرورة إجراء التعديل في جرعات الأنسولين وتوقيتها عند بدء الصيام. أما الحالات التي يُنصح فيها المرضى السكريون بعدم الصيام فتشمل، مريض السكري من النوع الثاني الذي لديه مضاعفات متقدمة مثل خلل واعتلال بالكلى، وخلل بالنظر وشبكية العين، أو ضعف عضلة القلب، والمريض الذي لديه ارتفاع مستمر في مستويات السكر مع عدم قدرته على ضبطه بحيث تتجاوز مستويات السكر فوق 300 ملغ / ديسيلتر - مريض السكري من النوع الأول إذا كان عدد الجرعات المتداولة من الأنسولين 4 – 3 جرعات يومياً أو إذا كان يستخدم مضخة الأنسولين الحامل أو المرضع المصابة بالسكري مريض السكري المصاب بمرض مزمن آخر مثل: أمراض القلب، وأمراض الكلى، والسرطان، وقرحة المعدة وغيرها، المرضى السكريون الذين تعرضوا للإصابة بغيبوبة ارتفاع السكر الحماضية، الكيتونية (بشكل متكرر وخاصة حديثاً قبيل شهر رمضان). المرضى السكريون الذين تتكرر لديهم نوبات انخفاض السكر بالدم بشكل متكرر، الأطفال المصابين بمرض السكري من النوع الأول المعتمد على الأنسولين، العمال المصابون بالداء السكري والذين تتطلب طبيعة عملهم مجهوداً عضلياً كبيراً ما لم يتم تبديل فترة عملهم إلى المساء خلال فترة الإفطار في رمضان. وهنا بعض النصائح العامة عند الصيام لمرضى الداء السكري وهي: يجب على جميع المرضى السكريين الذين يرغبون بصيام رمضان أن يراجعوا طبيبهم المختص قبل البدء بالصيام لكي يتم تقييم حالتهم الصحية وعمل التحاليل اللازمة لمعرفة مستويات ضبط السكر لديهم والاطمئنان على وظائف الكلى والكبد والحالة الصحية العامة قبل الصيام وإعطائهم النصائح الخاصة بتعديل جرعات الأدوية الخافضة للسكر وتوقيتها عند الصيام مع اتباع بعض التوصيات الغذائية الخاصة خلال رمضان والتي نلخصها بما يلي: عند الإفطار تناول وجبة الإفطار فور إقامة الأذان، قسم وجبتك إلى عدة وجبات صغيرة الحجم وابدأها بشرب الماء ويمكن تناول من حبة إلى ثلاث حبات من التمر معها إذا كان سكرك منضبطاً، تناول المقبلات ثم الوجبة الرئيسية تجنب تناول الكربوهيدرات البسيطة والأغذية الدسمة والمالحة والمشروبات الغازية، اشرب كمية كافية من الماء، تجنب شرب العصائر واستبدلها بحبة الفواكه الكاملة. وهنا نصائح عند السحور: أخر فترة السحور قدر الإمكان، بحيث تكون بوقت قريب من الإمساك، تناول وجبة السحور الشاملة لكافة العناصر والمجموعات الغذائية، ركز على البقوليات مثل: الحمص والفول حيث إنها غنية بالبروتين والألياف، تناول زيت الزيتون وتجنب المقالي والزيوت المهدرجة، تجنب المشروبات المدرة للبول والتي تحوي الكافيين، تناول مصادر البروتين الجيدة والمتنوعة وقليلة الدهون، مثل: الجبن قليل الدسم بكميات معتدلة، تجنب العصائر والأطعمة المالحة والمخللات، اشرب كمية كافية من الماء. ويجب التوقف عن الصيام لمرضى السكري فوراً حال حدوث أحد الأمور الآتية: انخفاض مستوى السكر بالدم عن 70 ملغ/ ديسيلتر، ظهور أعراض انخفاض السكر المفاجئ مثل التعرق، وتعب، ودوخة مع زغللة بالنظر وشعور بالجوع أو حدوث إغماء، ارتفاع مستويات السكر خلال الصيام لأكثر من 300 ملغ / ديسيلتر، حدوث أي مرض أو عرض طارئ خلال الصيام وحينئذ يجب على المريض مراجعة طبيبه مرة أخرى قبل معاودة الصيام في الأيام التالية. مع تمنياتنا بالشفاء لجميع المرضى وصياماً مقبولاً إن شاء الله.