الإنسان يسعى دوماً في البحث عن السعادة ليسعد نفسه ويبتعد عن كل ما يكدّر خاطره أو مزاجه، فيبحث عن الأصدقاء ومجالستهم وتبادل الأحاديث معهم وقراءة الكتب والقصص المفيدة والطرائف المسلية وممارسة الهوايات التي تعتبر متنفساً للروح، وتمنح الشعور بالمتعة والسعادة لما لها من قوة علاجية رائعة تبعد من يمارسها عن روتين الحياة اليومية، فالهواية تبعث على الاسترخاء وتجديد النشاط وكسر حدة الروتين الحياتي اليومي، كما أنها تمنح الإنسان قوة وتزيد من طاقته الذهنية والجسدية، وتدفعه لممارسة عمله وحسن الأداء، كما أنها تعمل على تنمية مهارات الإنسان، فالسعادة شعور داخلي تبهج وتُسر به الأنفس، وتنعكس على الحالة النفسية للشخص وتجعله ينظر للحياة بشكل إيجابي بعيداً عن التشاؤم والحزن والكآبة، ويحتفل المجتمع الدولي بيوم السعادة العالمي، ويوافق 20 مارس من كل عام يوماً دولياً للسعادة، اعترافاً بأهمية السعي للسعادة، وتحقيقاً للتنمية المستدامة، والقضاء على الفقر، وتوفير الرفاهية لجميع الشعوب. وتواصل المملكة العربية السعودية تقدمها على مستوى العالم في مؤشر السعادة لعام 2022م، وذلك وفقًا للتقرير الصادر عن شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة الذي يقيس سنويًا مؤشرات السعادة لنحو 156 دولة حول العالم، وقد عززت مشروعات الدعم الاجتماعي، وتبنت برامج اقتصادية أسهمت في تجاوز تداعيات جائحة فايروس كورونا، وأسهمت هذه الجهود في التقدم المطرد للمملكة في مؤشر السعادة على مستوى العالم، فإحدى الدراسات البحثية توصلت إلى أن هناك صلة بين السعادة ومقياس صحة القلب، كما أنها تخفض معدل ضربات ضغط الدم، وتقوي جهاز المناعة، وتكافح التوتر، ووجد الباحثون أيضًا أن الناس السعداء لديهم أوجاع وآلام أقل، وكذلك وجود علاقة مفيدة بين اللياقة البدنية وطول العمر والتغذية والعواطف واحترام الذات، وكلها تؤثر على الشعور بالسعادة بشكل عام وبطرق متنوعة وتساعد على إطالة العمر وتقوية جهاز المناعة وتحسّن في النوم، وتوافقاً مع هذه الاحتفالية العالمية "يوم السعادة العالمي" أقامت إدارة التعليم العام بالهيئة الملكية بالجبيل "برنامج إسعاد منسوبي التعليم العام"، وتأتي هذه المبادرة تقديراً من الإدارة لجميع منسوبي التعليم وأسرهم، والبرنامج له العديد من المجالات المتنوعة في مختلف المناسبات بالإضافة إلى البرامج الصحية والاجتماعية والرياضية والتطوعية، ولإدارة التعليم العام جهود متعددة في التعاون مع المعلمين كالفريق الواحد وتقديم رسائل الشكر التقديرية للمبادرات المميزة، وكذلك تقديم التهنئة لجميع منسوبي التعليم بأسمائهم عبر رسائل البريد الإلكتروني وعبر الرسائل النصية والواتساب. مع بداية العام الدراسي وفي مختلف المناسبات التعليمية وفي الأعياد والمناسبات الوطنية المختلفة، وذلك لما يقدمونه من بذل وعطاءات ملموسة في جميع المراحل الدراسية، فإدارة التعليم العام كعادتها تتواصل مع منسوبيها بمهارة فائقة وترسيخ الثقة التي ترفع الروح المعنوية والعمل بكفاءة عالية وزيادة الإنتاجية في العمل، وقد اختارت إدارة التعليم العام هذا الشعار المعبّر للبرنامج "موظفونا أثمن مواردنا"، والذي يهدف إلى خلق بيئة عمل محفزة وجاذبة، وإرساء مفاهيم السعادة في بيئة العمل. بدر بن عبدالكريم السعيد