تعهد المتمردون في إقليم تيغراي الذين يخوضون صراعا منذ 17 شهرا مع الجيش الإثيوبي، الجمعة احترام وقف إطلاق النار، بعد ساعات من إعلان الحكومة الإثيوبية "هدنة إنسانية مفتوحة". وقال المتمردون في بيان صدر صباح الجمعة إن "حكومة تيغراي تلتزم تنفيذ وقف الأعمال الهجومية بشكل فوري" ودعوا الحكومة الإثيوبية إلى "اتخاذ إجراءات ملموسة لتسهيل الوصول غير المقيد إلى منطقة تيغراي" الواقعة في شمال إثيوبيا حيث يواجه مئات الآلاف خطر المجاعة. وأعلنت الحكومة الإثيوبية الخميس "هدنة إنسانية مفتوحة" سارية المفعول بشكل فوري في تيغراي، مبدية أملها في الإسراع بإيصال المساعدات الطارئة إلى المحتاجين في هذه المنطقة حيث لم تصل أي قافلة مساعدات إنسانية عن طريق البر منذ 15 ديسمبر. وأوضح المتمردون أنهم عازمون على إنجاح وقف إطلاق النار معتبرين أن "ربط المسائل السياسية بالمسائل الإنسانية أمر غير مقبول"، لكنهم أكدوا أنهم "سيبذلون قصارى جهدهم لمنح السلام فرصة". وتتواجه القوات الموالية للحكومة ومتمردو تيغراي في شمال اثيوبيا منذ ارسل رئيس الوزراء أبيي أحمد في نوفمبر الجيش الفدرالي لمهاجمة إقليم تيغراي. ثم استعادت قوات جبهة تحرير شعب تيغراي التابعة لجبهة تحرير شعب تيغراي في 2021 اقليم تيغراي وامتد النزاع منذ ذلك الحين الى منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين. وتسبب النزاع الذي استمر 17 شهرا تقريبا بأزمة إنسانية خطرة في شمال اثيوبيا حيث هناك أكثر من تسعة ملايين شخص في حاجة إلى مساعدة إنسانية بحسب برنامج الأغذية العالمي. وقدر برنامج الأغذية العالمي في يناير أن 4,6 ملايين شخص يمثلون 83 في المئة من سكان تيغراي البالغ عددهم حوالى ستة ملايين، يعانون "انعدام الأمن الغذائي" فيما يعاني مليونان "نقصا شديدا في الطعام". ونزح أكثر من 400 ألف شخص من تيغراي، كما أن المنطقة تخضع أيضا لحصار فعلي بحسب وصف الأممالمتحدة. وقالت الوكالة الأممية إن النزاع حال "دون ايصال المواد الغذائية والوقود إلى تيغراي منذ منتصف ديسمبر".