في الوقت الذي انحصرت به المنافسة على لقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين بين الاتحاد المتصدر ووصيفه الهلال ووصول الفارق النقطي إلى إحدى عشرة نقطة مع تأخر الوصيف بمباراتين مؤجلتين أمام الفيحاء والاتفاق ربما تقلص الفارق إذا ما كسبهما إلى خمس نقاط مع وجود مواجهة مباشرة بين الفريقين ربما لو كسبها يتقلص الفارق إلى نقطتين يفترض على لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم أن تستجيب لخطابات نادي الاتحاد المتعددة التي طالب فيها كحق مشروع لتساوي الفرص بين المتنافسين على اللقب ويتم جدولتها مبكراً حتى لو كان ذلك على حساب تأجيل مباريات الهلال في كأس خادم الحرمين الشريفين إلى ما بعد هاتين المؤجلتين، فليس من المعقول بدوري أصبح بفضل الدعم اللامحدود الذي يحظى به من حكومتنا - أعزها الله - أن تبقى الصورة في المنافسة غير واضحة سواء بتأخير جدولة مؤجلتي الهلال أو في بعدم جدولة بقية الجولات القادمة حتى الآن والتي تعطي كل الأندية حتى تلك التي تصارع من أجل البقاء الفرصة لترتيب أوراقها خلال فترة التوقف الحالية التي تتجاوز عند بعض الفرق التي لا تشارك في كأس خادم الحرمين الشريفين ودوري أبطال آسيا أكثر من خمسين يوما!! طالعتنا إدارة نادي الاتحاد خلال الأيام القليلة الماضية ببيانين متتاليين على خلفية القرار الانضباطي الذي صدر ضد المدير التنفيذي لكرة القدم حامد البلوي بالغرامة والإيقاف لأربع مباريات بسبب تصريح فضائي بعد مباراة فريقه أمام الهلال غلب عليه الانفعال أكثر من العقلانية والهدوء والتروي، وحقيقة كان البيان الأول الذي استهدف عاطفة مدرجه الكبير أكثر من اتزانه في عرف البيانات والبعد عن التهديد والوعيد وفرد العضلات التي لا تتواكب مع وضع الفريق الذي يتصدر الدوري بفارق نقطي غير مسبوق وبات قريباً جداً من تحقيق بطولة الدوري، ولا يحتمل تشتيت وضع الفريق المتصاعد من أجل قرار تعلم الجماهير أنه نافذ لا محالة، ولا تملك مثل هذه اللغة القدرة للتراجع عن القرار، وكان يمكن إصدار مثل هذا البيان وبتفاصيل أوسع حول ما تعرض له النادي من الألف إلى الياء بعد نهاية الموسم. فوجئت الجماهير التي استبشرت واحتفلت بمثل هذه القوة في البيان الأول ببيان آخر تخلت فيه عما ورد في بيانها الأول بالنفي وتجديد الثقة بكل من جردتهم من ثقتها منهيةً بيانها باعتذار مخجل لم تكن بحاجة لكل ذلك لو تعاملت بشيء من الهدوء والتفكير العميق مع المرحلة، وفي الواقع تعلم كل جماهير الأندية أن هناك قرارات متباينة وغير عادلة في كثير من الحالات المشابهة وكان عليها أن تتقدّم لمرجعية هذه اللجنة بخطاب مفصّل يوضح هذا التباين بالأدلة لتحقيق العدل بين الجميع بدلاً من بيان إعلامي موجه للرأي العام قد يكون ضرره أكثر من نفعه، وهذا ما حدث بعدما تراجعت ونسفته ببيان آخر تخلت فيه عن كل ما أوردته في بيانها الأول، وكلي ثقة أن إدارة أنمار الحائلي دائما تتعّلم من أخطائها وتتطور يوما بعد يوم.