يقال إن في السفر سبع فوائد ولكن ماذا عن الأضرار التي تصاحبه في حقيبة تحملها وتحلق بها بعيداً عن بيتك ووطنك، الذي أثار تساؤلي هو الذي شاهدته وشاهده غيري من السياح الخليجيين من قمة الاستغلال المالي الذي يواجهنا كل ما وطأت أقدامنا دولة أجنبية أو عربية. في العطل الصيفية يقضيها السائح السعودي تنهال عليه كمية العروض المالية لشراء ملابس أو لتناول الطعام في أفخم المطاعم العالمية ، فهو بلا شك سيجد تلاعباً في أسعار الفواتير لمجرد كونه سعودي الجنسية. منذ أن يعرفوا من الوهلة الأولى بأنك سعودي فأعرف أن (جاك الموت يا تارك الصلاة) فيبدؤون برفع الأسعار حتى يفضوا جيوبك حتى آخر هللة ولا يشبعوا. تبدأ عصابة من النشالين بمراقبتك كالذئب الذي يريد أن ينقض على فريسته، حتى (يدعو) عليهم ويقول (حسبي الله ونعم الوكيل فيهم والله لا يعيدها من سفرة). وأتذكر إحدى القصص من واقع الحياة التي سوف أرويها لكم حيث سافر رجل سعودي إلى دولة أوروبية معروف عنها سمعتها السيئة بسبب السرقة، كان الرجل يقف أمام الرصيف وهو بسذاجته المعهودة ارتدى أغلى الماركات العالمية من ساعة روليكس وحذاء برادا ومعطف ديور دخل إلى مطعم مشهور يقصده آلاف السياح كل عام، فجلس وطلب عدداً لا بأس به من المأكولات الشهية من دجاج وسلطة وبطاطا مقلية، وهذه الأطعمة عادة ليست باهظة الثمن فصدم عندما جاءته الفاتورة والأرقام مرعبة من غلائها فما كان منه إلا أن نادى على نادل المطعم لكي يتجادل معه على سعر الفاتورة فشرح النادل له أن هذه هي أسعار المطعم الثابتة لم يقتنع بكلامه فطلب منه أن ينادي المدير ويعرف ما وراء هذا الغلاء، فضح السعودي المدير بأنه هناك تلاعباً بأسعار الفاتورة حيث إن بعض الأطعمة تم رفع أسعارها بطريقة خبيثة، خرج صديقنا السعودي من المطعم غاضباً بسبب هذا التلاعب الخبيث في الأسعار. وما زاد من همه أكثر أن عصابة من النشالين وقعت أعينهم على ما يرتديه من ماركات عالمية فقرروا أن يسرقوا كل ما يرتديه ويفضوا جيبه، فوقع شجار عنيف فيما بينهم فانهالوا عليه بالضرب المبرح حتى أغمي عليه ولم يتركوا له أي شيء ولا حتى ملابسه ولكم أن تتخيلوا موقفه الذي لا يحسد عليه. استغلال السائح السعودي بات عادة عند أصحاب القلوب المغيبة ضمائرهم، كل يوم تسمع حوادث اعتداء وسرقة يتعرض لها السائح السعودي وهو من أكثر الناس كرماً، على قول عادل إمام ( الساعة بخمسة دولار والحسابة بتحسب).