أكد أمين مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالله الفوزان، دور المركز في تعزيز اللحمة الوطنية ونشر ثقافة الحوار، وإشراك المواطن في صناعة القرار من خلال وحدات استطلاع الرأي. وقال الفوزان خلال استضافته في برنامج "تعزيز" الذي تشرف عليه جامعة تبوك، إن المركز منذ تأسيسه عام 2003، سعى جاهداً نحو تعزيز الحوار ومناقشة القضايا الاجتماعية، من خلال اللقاءات العشرة التي جمعت النخب والمثقفين والمفكرين والعلماء، بجانب الشباب من مختلف المشارب الفكرية والثقافية والمذهبية، حيث بحث الجميع في تلك اللقاءات عن نقاط مشتركة لتعزيزها وزياد اللحمة الوطنية ورفعت توصياتها للجهات العليا. وأشار لتجربة المركز في نشر ثقافة الحوار من خلال عمل الدورات، وإشراك المواطن في صناعة القرار، مؤكداً وجود 51 جهة يتعاون معها المركز، حريصة على سماع رأي المواطن في القرارات التي تتخذها من خلال استطلاعات الرأي، مبيناً أن المركز يعمل سنويا أبحاث لقياس المؤشرات حيال التعايش والتسامح والتلاحم في المجتمع السعودي، ورفعها للجهات العليا بعد الانتهاء منها. وشدد الفوزان على أن الحوار الهادف البناء هو أحد اهم الأسلحة في القضاء على التطرف والإقصاء والعنف والكراهية، لان الحوار بالأساس وسيلة قائمة على تقبل الرأي الآخر، مبينا أن الحوار وسيلة سلمية لنشر السلام والتفاهم المشترك داخل المجتمع الواحد ومع المجتمعات الأخرى. واستشهد بالمؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – الذي أرسى قواعد الحوار في هذا الكيان العظيم، عبر قدرته بجمع كل شرائح المجتمع بكل مكوناته تحت راية واحدة وتوحيد هذا الكيان العظيم، وغرس قيم الولاء والحب لهذا الوطن الغالي. وأفاد الفوزان بأن شريحة الشباب تمثل 67% من المجتمع السعودي، وهي ميزة ومسؤولية في نفس الوقت لأنها تحتم علينا استيعابهم وتطويرهم فكريا وعلميا من خلال المؤسسات التعليمية والتوسع في فتح الجامعات، مع فتح باب الابتعاث والذي أسهم في تطورهم الفكري والعلمي بشكل سليم. وأكد أمين مركز الملك عبد العزيز أن شبابنا الذين ذهبوا لأصقاع العالم للدراسة في كبرى الجامعات العالمية، باتوا قوة ناعمة لنا لنشر ثقافتنا وفكرنا وتراثنا وأخلاقنا وقيمنا عالميا، سواء من خلال مواقفهم الإنسانية المشهودة مثل مشاركاتهم في عمليات الإنقاذ للمصابين والغرقى، بجانب ظهورهم المشرف في المؤتمرات الدولية، ونشرهم الأبحاث العلمية في كبرى المجلات العالمية. وأضاف في حديثه لطلاب وطالبات جامعة تبوك: "الظهور المشرف للسعوديين في الخارج كان دعاية إيجابية ليأتي الآخر لبلادنا ويتعرف عليها، وساعده في ذلك التشريعات والأنظمة التي سنت لتسهيل قدوم السياح، دون إغفال فتح أبواب الاستثمار لضخ أموال جديدة في السوق والمساهمة في نمو الاقتصاد بشكل أكبر وهو نتاج الأرضية الإيجابية من المجتمع والتشريعات المساعدة التي ستعزز حضورنا عالميا".