الديموقراطية، الحرية، حقوق الإنسان ومحاربة العنصرية، حرية التعبير، مفردات ثابتة في خطاب غربي سياسي إعلامي يرفع تلك الشعارات وكأنها سياسة ثابتة وقيم يؤمنون بها تنظيراً وتطبيقاً. تكشف الأحداث في أنحاء العالم وعبر التاريخ أن ذلك الخطاب مجرد شعارات للابتزاز وتحقيق أهداف سياسية واقتصادية، فهي سلاح سياسي وإعلامي وليست إيماناً حقيقياً بتلك المبادئ. آخر تلك الأحداث هي الحرب بين روسياوأوكرانيا، كشفت هذه الحرب حجم التناقض والكذب، القيادات السياسية الغربية التي كان لها دور رئيس في غزو العراق بمبررات كاذبة هي التي تصف غزو روسيالأوكرانيا بأنه مخالف للقانون الدولي! الحرية المتكررة في الخطاب الغربي تحولت إلى فوضى وخروج على القيم الأخلاقية، حرية التعبير تسمح بسب الأديان، وقمع التظاهرات، حقوق الإنسان هي حقوق تخضع لمعايير عنصرية وسياسية تكشفها المواقف والفحص الفعلي وكان آخرها التعليقات العنصرية لبعض وسائل الإعلام الغربية على اللاجئين القادمين من أوكرانيا والتعامل معهم حسب العرق واللون، يصدرون الفوضى إلى الدول العربية تحت شعار الربيع العربي والديموقراطية وحقوق الإنسان، وينكشف الكذب والخداع وتنفضح المؤامرات، ويتأكد العالم من حجم تناقض العالم (المتقدم). غزو الدول عمل مرفوض، هذا مبدأ متفق عليه نظرياً، هذا الغزو هو ما فعلته وما تفعله الدول العظمى، وهو ما فعلته أميركا في العراق ثم تسليمها لإيران التي أخذت في التمدد في العالم العربي دون أن يوقفها أنصار الديموقراطية والحرية واستقلال الدول وأنصار حقوق الإنسان! أبطال ذلك الغزو هم الذين يرفعون أصواتهم اليوم احتجاجاً على حرب روسيا وأميركا، المتابع للمشهد يقول: (انظر من يتكلم). إنها الأحداث التي تفحص خطاب الكذب وزيف الشعارات وازدواجية المعايير في قضايا حقوق الإنسان والعنصرية والحرية، أليس من معاني الحرية أن تختار الدولة أي دولة النظام السياسي الذي يتفق مع أهدافها وظروفها وثقافتها، من الذي قرر بشكل قاطع أن النظام الديموقراطي الغربي هو النظام المثالي الصالح لكل زمان ومكان؟! الموقف السياسي والإنساني الدولي ضد سلوك الغزو والحروب يجب ألا يخضع للتقلبات والمصالح السياسية والشعارات الإعلامية، وإذا تحقق ذلك فسوف تكون الأولوية في الخيارات لخيار السلام والحلول الدبلوماسية.