تعطير المجالس بذكر الله وجميل الأقوال والأفعال ومحاولة الخروج من المجلس بفائدة دينية أو دنيوية تفيدك أو تفيد الجالسين معك في حياتهم أو تغير مسارهم للأصلح أو الأفضل أو تحل مشكلة أو تساعد محتارًا أو تزيل الغموض عن أمر ما التبس على صاحبه حله أمر في غاية الأهمية لا يجيده أكثر الناس ولا يعرفون أثره على أنفسهم أو على الآخرين خاصة صغار السن الذين يحتاجون إلى الإرشاد أو التوجيه وأزالة العقبات التي تقف في طريق حياتهم ويريدون أن يسمعوا من كبار السن تجاربهم وخبراتهم في الحياه لتنير لهم مستقبل حياتهم وتختصر لهم سبل البحث عن حلول لمشكلاتهم وقد يغيب عن البعض احتساب الأجر والثواب عند الله في تعليم الشباب أو حاضري المجالس ما يفيدهم وينفعهم لأن المجالس كما يقال مدارس والأخطر من ذلك عندما تتحول المجالس إلى مجالس فجور كالغيبة والنميمة والسباب والشتم واللعان يكثر فيها الإثم والظلم وتجريح شعور الآخرين وهذه المجالس ستنشئ بلا شك أشخاصاً غير أسوياء اجتماعياً ودينياً عاشوا وتربوا على مثل هذه السلوكيات غير السليمة وقد نسي هؤلاء قوله تعالى «ما يَلفِظُ مِن قَولٍ إِلّا لَدَيهِ رَقيبٌ عَتيدٌ» وقد تجد منهم من يكابر ويعاند لو نصح أو ذكّر لضعف في إيمانه وخلل في نشأته وتربيته ومن المناسب أن نورد الحل في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي أوضح الفرق بين الصنفين والفائدة والضرر لكل صنف، عن أبي موسى الأشعري: مَثَلُ الجليسِ الصّالحِ كحاملِ المِسْكِ، إلّا يَهَبْ لكَ تجِدْ رِيحَه، ومَثَلُ الجليسِ السَّوءِ كالكِيرِ، إذا جلَسْتَ إليه نفَخ لكِيرِه، فيُصيبُكَ مِن دُخانِه وشَرَرِه. فمن باب أولى أن نتبع النهج النبوي الشريف في الحرص على مجالسة حامل المسك وأن نجتنب مجالسة نافخ الكير لما يترتب على ذلك من مصالح دنيوية وأخروية، والله الهادي إلى سواء السبيل