ثلاث هزائم متتالية تلقاها فريق النصر من الهلال هي بمثابة الجرعات المتتالية هذا الموسم، ابتدأت باللقاء الآسيوي في دور النصف النهائي، حيث أقصى كبير آسيا خصمه النصر بهدفين مقابل هدف، سجلت عن طريق نجميه سالم الدوسري موسى ماريغا. وفي هذا اللقاء ظهر لاعب الهلال ونجمه المتألق سالم الدوسري بفرحة جديدة على الملاعب السعودية وهي (الخلط)، وكانت لقطة ختام وترند المباراة، حتى أصبحت متداولة في مواقع التواصل وتخطت حدود الوطن إلى الدوريات المجاورة، وطبع على "التيشرتات" مما كان له أثر مزعج على جماهير النصر. اعتقد النصراويون أن الخروج من الآسيوية نهاية المطاف وخسارة الاستحقاق الآسيوي والخروج غير المتوقع، لكن الحقيقة أنها لم تكن سوى البداية للزعيم، والذي استكمل جولته الآسيوية بتحقيق اللقب "كأس أبطال آسيا 2022" أمام بوهانغ الكوري، ثم التمثيل العالمي المشرّف والمستويات المبهرة عاد بعدها الزعيم رابعاً للعالم، والتقى بالنصر مرة أخرى، وهذه المرة ضمن منافسات كأس الملك، وحينها لم يكن الهلال على وفاق مع مدربه، وكانت الإيقافات والإصابات قد نخرت نعش الهلال، ليبدو ضعيفاً والفرصة سانحة للنصر هذه المرة، ليلقيه خارج المنافسة ويعيد هيبته، لكنه كان مع موعد غير سعيد مع المفاجأة، انتصار جديد وإقصاء من البطولة بمباراة قدّم الهلال فيها كل شيء، وانتهت بهدفين للهلال مقابل هدف، سجل تاليكسا للنصر، وأوديون إيغالو وسالم الدوسري من للهلال. واقترب اللقاء الثالث، وهذه المرة كان شكل الزعيم مخيفاً بعد تغيير مدربه وعودة الأرجنتيني دياز له مرة أخرى، ما جعلنا نستمع لمطالبات لتأجيل المباراة أو على الأقل لعبها بعد مباراة الاتحاد، لكن الموعد المحتوم كان بانتظار النصر وعلى الملعب نفسه مرسول بارك الاسم المرتبط بالخسائر النصراوية أمام الهلال، كانت الضربة القاضية وكما أسماها الكثير (الجرعة الثالثة)، وبرباعية قاسية تناوب عليها سالم الدوسري بهدفين وهدف باريرا وهدف أوديون إيغالو، وبهذه الخسارة قطع الهلال آمال النصر بالدوري وألحقه بصخب جماهيري وغضب غير مسبوق، وأيضاً عاد الخلط مرة ثالثة. الزعيم لم يكتف بالفوز فقط بل تسيد لقاءات الفريقين، وأكد أن النصر ليس منافساً للهلال ولا قريباً منه، وكما قال أسطورة الهلال سامي الجابر: "منافسة النصر مجرد "ضجيج إعلامي" وهنالك سنة ضوئية بين الهلال والنصر"، والأرقام تثبت ذلك جلياً سواء بالبطولات أو اللقاءات أو المشاركات، ومن يقول غير ذلك فهو بدافع حبه للنصر وتعصبه فقط لكنه يعلم ذلك تماماً. وما قدمه الزعيم ولا يزال يقدمه يؤكد أنه فريق سعودي استثنائي، وفعلاً لا تخشى على الهلال إلا من الهلال فقط، متى ما عرف نفسه، وأحس لاعبوه بالمسؤولية، وركّز بالملعب، بعيداً عن أي شيء آخر عندها لن يوقفه أحد. سعود الضحوك - الخرج