أقدمت السلطات الإسرائيلية بحماية قوات من الشرطة، أمس الثلاثاء، على هدم مساكن أهالي قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف في منطقة النقب، للمرة ال198 على التوالي منذ العام 2000. وجاء هدم خيام أهالي العراقيب المتواضعة، للمرة الثانية منذ مطلع العام 2022 بعدما هُدمت 14 مرة في العام الماضي، فيما يعيد الأهالي نصبها من جديد كل مرة من أخشاب وغطاء من النايلون لحمايتهم من الحر الشديد في الصيف والبرد القارس في الشتاء، وتصديا لمخططات اقتلاعهم وتهجيرهم من أرضهم. ويواصل أفراد من وحدة "يوآف" الشرطية التابعة لما تسمى "سلطة تطوير النقب" المسؤولة عن تنفيذ عمليات هدم المنازل في البلدات العربية بالنقب، وما تسمى "دائرة أراضي إسرائيل" اقتحام القرية واستطلاع أوضاعها بصورة استفزازية، فيما واصلت السلطات، في الآونة الأخيرة، التضييق على المواطنين العرب في النقب، وذلك من خلال حملات مداهمة تستهدف مصادرة الأراضي وتجريف المحاصيل الزراعية وهدم المنازل.وتقطن قرية العراقيب مسلوبة الاعتراف 22 عائلة يبلغ عددهم حوالي 800 نسمة، يعتاشون من تربية المواشي والزراعة الصحراوية، إذ تمكن السكان في سبعينيات القرن الماضي وحسب قوانين وشروط السلطات الإسرائيلية من إثبات حقهم بملكية 1250 دونما من أصل آلاف الدونمات من الأرض. وتدحض هذه الإجراءات الشرطية والممارسات السلطوية المزاعم بأن الحكومة الإسرائيلية الحالية تتجه لمنح تسهيلات وامتيازات للقرى مسلوبة الاعتراف، وذلك بعد قرار الحكومة "الاعتراف المشروط" بثلاث قرى في النقب، وهي عبدة، وخشم زَنة ورخمة.من جهة ثانية، أعلن الأسرى الفلسطينيون الإداريون في سجن "عوفر" غربي مدينة رام الله (وسط الضفة الغربيةالمحتلة)، الثلاثاء، عن إرجاع أدوية المرضى منهم، احتجاجًا على اعتقالهم التعسفي. جاء ذلك في بيان ل"لجنة الأسرى الإداريين" في سجون الاحتلال، سربته من السجون بعنوان "لأن الحياة حق ولأن الحرية حق".وأكدت اللجنة أن هذه الخطوة من قبل الأسرى الإداريين في سجن "عوفر" تأتي انسجامًا مع البرنامج التصعيدي لمناهضة سياسة الاعتقال الإداري، في ظل المقاطعة الشاملة لمحاكم الاحتلال من قبلهم.ودعت كافة أبناء الشعب الفلسطيني، إلى القيام بالفعاليات الشعبية المساندة للأسرى بشكل عام، وللأسرى الإداريين بشكل خاص. كما طالبت اللجنة كافة مؤسسات الأسرى والجهات الرسمية المعنية، بتفعيل قضيتهم، والعمل على إسناد مشروع المقاطعة عبر التوجه للمحاكم الدولية "لمقاضاة الاحتلال على جريمته المستمرة والمخالفة لكل الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية".ويعاني الأسرى أوضاعاً معيشية صعبة، تتمثل في سياسة الإهمال الطبي، والاعتقال الإداري، والعزل الانفرادي، والمداهمات الليلية للأقسام، والمنع من الزيارة، وفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.