نحتفل اليوم بيوم من الأيام الوطنية التي انتظرها الشعب السعودي، بعد إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بجعل يوم 22 فبراير من كل عام يوماً لذكرى التأسيس، استشعارًا من جلالته لعمق تاريخ البلاد وتخليدًا لذكرى يوم التأسيس، ويعود تاريخه إلى يوم تأسيس الوطن السعودي، ووصول الإمام محمد بن سعود- طيَّبَ اللهُ ثراهُ- إلى الحكم، وقد ساءته أحوال الجزيرة العربية، حيث كانت تعيش حالة من التفكك وانعدام الأمن؛ مما أوجد حالة من الفوضى، وعدم الاستقرار السياسي والاجتماعي، فقضى على الفوضى وقطعِ دابرِها، بحزمِ وإصرارِ، ومع بداية عهده بدأت مرحلة جديدة في شبه الجزيرة العربية، حيث وضع لبنة البناء والوحدة التي وحد معظم أجزائها، وأصبحت الدرعية عاصمة لدولة مترامية الأطراف، ومصدر جذب اقتصادي واجتماعي وفكري وثقافي، وكان للإمام محمد بن سعود ما أراد؛ فأسس دولة قوية، وحقق الأمن والاستقرار في الداخل، ودافع عنها ضد أطماع الطامعين، وقد كان- رحمه الله- قويًّا على الزعامة وفيًّا بها؛ فمضى مؤيَدًا من أنصارِه ومحبيه المؤمنين بدعوته. ومنذ ذلك العهد وملوك المملكة يعملون على إصلاح أمور المواطنين، حتى عهدنا الزاهر عهد الملك سلمان –حفظه الله – الذي لم يكتف بالنظر إلى إصلاح رعيته في يومهم، وإنما نظر إلى ما يصلح مستقبلهم؛ لتأتي "رؤية المملكة 2030" التي تهدف إلى تحويل مصادر الدخل من مصدر واحد إلى مصادر عدة، وتنوع الصناعات المحلية، وارتفاع مستوى الاستثمار الصناعي. جاءت الرؤية لتعزز مكانة المملكة وسيادتها عالميًّا، وليشعر معها المواطن بأعلى مستوى من الخدمات والرفاهية، وارتكزت على عوامل القوة، في القطاعات كافة، ويأتي في مقدمتها قطاع الاتصالات الذي يشهد نقلات نوعية مبهرة تقدمت بها المملكة إلى مصاف أكثر الدول تقدمًا وازدهارًا في هذا المجال الحيوي؛ نظير الدعم الحكومي الكبير الذي يتلقاه من القيادة الرشيدة، التي لم تأل جهدًا في سبيل تطوير القطاع ودعمه في مسيرته التاريخية التي شهدت تحولات نوعية منذ نشأته في عهد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- في خطوة تنمّ عن وعي متقدم بأهمية القطاع وأدواره الحيوية والمحورية، وتمثل هذا الوعي في إنشاء مديرية البرق والبريد والهاتف؛ لتضطلع بمهام العناية بخدمات البريد والاتصالات بأنواعها في مختلف أنحاء البلاد، وأخذت تلك النواة في التشكل والتطور عهدا بعد آخر، في مسيرة حافلة بالأحداث والمتغيرات على مختلف المستويات، تمكن القطاع خلالها من اكتساب العديد من التجارب والقدرات أسهمت جميعها في إنضاج تجربته الثرية التي تمكن بفضلها من مواكبة أحدث النماذج العالمية وأكثرها تطورًا في هذا المجال. وها نحن اليوم نجني ثمار ما غرسه الأجداد منذ تأسيس المملكة حتى يومنا هذا، حيث أصبحت الإنجازات شاهدة على الرؤية الخالدة لقادتنا حفظهم الله. فما أعظم الذكرى! وما أعظم المذكر بها! *الرئيس التنفيذي لشركة اتحاد اتصالات موبايلي