في اليوم الثاني والعشرين من عام 1727م، بدأت ملحمة المجد، وتمخضت ارادة بناء الدولة على يد المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود -رحمه الله-، يوم انبلج فيه الفجر السعودي، وانقشع ظلام الجزيرة، بعد عهد من تناحر القبائل، و تبادل الغزوات، ففي هذا العام المجيد، امتطى محمد بن سعود الإمام الفذ صهوة جواده، بعد أن اتخذَ من شموخ الدرعية عاصمةً للدولة السعودية الأبية، منتهجًا القرآن والسنة المطهرة مرجعية أساسَ حكمه، إذ بدأ برفقة رجاله الأوفياء مرحلة الإصلاح والاستنهاض، ليعلن بذلك انتهاء مرحلة الضياع الديني، والاقتتال الاقتصادي، والتفكك الاجتماعي، فهيأ الله -سبحانه- لإمامنا -رحمه الله- رفيقًا أعانه على الخير؛ ألا وهو الشيخ محمد بن عبدالوهاب، الذي بيده حطَّمَ قباب القبور، وشِرك أنواع التوسل المذموم، والبِدع الضالة المضلَّة؛ فكانَ خيرَ معاونٍ للإمام في مرحلة إصلاحه. يستذكر الوطن اليوم هذه المناسبة العظيمة على قدر عظم أثرها، فما بذله قادة هذه الدولة المباركة منذ تأسيسها إلى هذا اليوم من جهود في سبيل الحفاظ على مقدرات هذا الوطن المعطاء لهو محل تقدير وامتنان من شعبها، الذي شهد ولا يزال يشهد مسيرة الإنجازات والتحوّلات العظيمة التي شكّلت صورة التقدم الحضاري الذي نلمسه اليوم، ونفخر بالحضارة التي أصبحت هويّة بارزة لنا، لقد وضع حكامنا لنا في جبين المجد شامة، وبوؤنا بين الأمم أعلى مكانة، فاستدارت أنظار العالم إلى وطننا كأنموذج يحتذى به في كريم الأخلاق، وصدق الوفاء بين الحاكم والمحكوم.