من شاهد الدقائق الأولى من لقاء الهلال السعودي والجزيرة الإماراتي في منافسات بطولة كأس العالم للأندية 2020، وذلك الارتباك الواضح في أداء اللاعبين، وسيطرة الفريق الجزراوي على مجريات المباراة، حتى تمكن الجزيرة من إحراز الهدف الأول في الدقيقة 14 عبر اللاعب عبدالله ديابي، فقد توقع حينها أن النتيجة قد آلت للجزيرة، فالهلال لم يرتب أوراقه بعد، ولم يرق له ترتيبه في الدوري السعودي، ولم تسعده نتائجه الأخيرة، وقناعات بعض الجماهير بالمدرب جارديم ليست على ما يرام، ولكن سرعان ما تلاشت هذه الغمامة مع انتهاء المباراة بسداسية ثقيلة على مرمى الجزيرة، صاحب ذلك عطاء عالٍ، ومستويات كبيرة، وتعاون واضح وتفاهم بين اللاعبين، واستعراض فني في الكثير من اللقطات، فماذا حدث؟ بكل تأكيد أن اللاعبين عندما قدروا المسؤولية وأحسوا بأهمية المناسبة التي جاؤوا من أجلها، قدموا كل ما لديهم للحصول على ذلك، وإرسال رسالة للجميع كما صرح بذلك كابتن الفريق سالم الدوسري: «لم نأت للمشاركة». وفي مباراة تشيلسي ورغم كل الفوارق والإمكانيات إلا أن الهلال وقف الند للند، وانتهى اللقاء بفوز مشرّف كما صرّحت بذلك كل المنصات الإلكترونية والصحف العالمية، حتى ظنّ الجميع أن الهلال قادر على التهام الأخضر واليابس، وسينحر كل فريق يقابله، حتى جاءت ساعة الحسم بلقاء الأهلي المصري لتحديد المركزين الثالث والرابع، ومن أول دقيقة بدا تأثر الفريق وتعاليه على المباراة، حتى المدرب الذي أراد التدوير والزج بلاعبين لم يلعبوا أمام البلوز، ولعله لم يوفق في ذلك، وأكد ذلك الهدف الأول للأهلي المصري وبعد ذلك رعونة بيريرا ومحمد كنو وحصولهما على الكرت الأحمر ومن ثمّ السقوط الكبير، وانتهاء المباراة برباعية أهلاوية نظيفة، وخسارة ليس المركز الثالث فقط، بل خسارة الهلال لنفسه، فلماذا كان ذلك؟ باختصار إذا ما أراد الهلال العودة من مشاركة كأس العالم، كأس الأبطال وهو رافع رأسه مستفيد من هذه الخبرة المضافة، فعليه أن يفهم الدرس، فاللاعبون هم اللاعبون، لكن الذي اختلف هو (الروح) التي اختفت، والآن أمام الهلال لقاءات مهمة، فإما انتصار يسر الصديق، وإما خسائر تسرّ المتربصين، فعلى الهلال ألا ينغر بأقلام الإعلاميين ولا بمدائح المادحين، وللهلال وجماهيره لا تبالغوا بالفرح الذي يتجاوز حده فينقلب إلى ضده. الهلال - عدسة المركز الإعلامي بالهلال