حقيقة نجد صعوبة في فهم تفكير وأهداف لجنة الانضباط التي وجدت لإيجاد حلول للمشكلات ومواكبة لطموحات مسؤولي دوري المحترفين السعودي، ولكن -للأسف الشديد- تصاب ليس بخيبة أمل فقط بل أكثر من ذلك بكثير. تستطيع أن تقول إحباطاً يصيب مسؤولي جماهير نادٍ يقدم كل التضحيات لحضور قوي ومشرف، ولكن تذهب هذه الجهود أدراج الرياح من تعاقدات مع لاعبين مميزين وجهاز تدريبي عالي المستوى ومعسكرات، كل ذلك يكلف الملايين ويأتي قرار مجحف من لجنة الانضباط ليحول كل تلك الجهود والطموحات إلى ما يسمى "هباء منثوراً"، فكيف تسمح لجنة الانضباط لنفسها بهذا التناقض الواضح والصريح في التعامل مع حالتين متشابهتين بقرارين مختلفين، وأعني بذلك ما حدث في الدور الأول عندما ألقى جمهور النصر بأكثر من (50) قاروة ماء على أرض الملعب وبشكل استفزازي للجنة الانضباط، التي اكتفت حينها بغرامة على نادي النصر ولم تمنع جمهوره من حضور مباراة معينة إضافة إلى عقوبة الغرامة المادية؟ وفي حادثة أخرى مشابهة مع نادي الاتحاد، ولأجل عدد(2) قارورة مياه لا يعرف مصدرها ومن أدخلها يتم منع جمهور الاتحاد من حضور مباراة! أليس هذا تناقضاً وتبايناً واضحاً في العقوبة رغم أنها متشابهة، ولكن القرار كان مختلفاً ومجحفاً في حق نادي الاتحاد وجماهيره؟ هل تدرك لجنة الانضباط حجم خطئها الفادح ومدى تأثيره على سمعة دوري محمد بن سلمان للمحترفين ونظرة الآخرين له خارجياً ومن دول العالم كافة، خاصة أنه أصبح يعج بالمحترفين من كل الدول، وبالتأكيد يتم تناقل كل أحداثه المختلفة وليس فقط مبارياته بل أيضاً أنظمته وإعلامه وتقنياته. هل تدرك لجنة الانضباط أنها تسيء إلى سمعة هذا الدوري الذي وبلا شك القيادة العليا تطمح بالوصول به إلى العالمية، ولكن قرارات غير منصفة ومجحفة بحق أي نادٍ سعودي بالتأكيد لن تكون في صالح دوري يبحث عن الحضور العالمي ضمن أفضل دوريات العالم، ولكن عدم مواكبة التطور من اللجان وخاصة لجنة الانضباط التي لم تطور من أجندتها ولم تستحدث أي حلول تواكب فكر الاحتراف الحالي الذي يفترض أن تكون فيها اللجان أكثر قدرة على تحسين الأداء والمساهمة في رفع مستوى "المنافسة الشريفة" بين الأندية وعدم محاولة إهدار جهود إدارات الأندية، ولكن -للأسف الشديد- ما حدث مع الاتحاد وقرار منع جماهيره من الحضور يدل على أن القرار من لجنة الانضباط يحتاج إلى قرار من لجنة أخرى تؤكد عدم صحته. في المقص: الاحتراف لا يقتصر على استقطاب نجوم عالميين ومدربين كبار وملاعب عظيمة، كل ذلك لا يكون له معنى عندما يفتقد لفكر حيادي طموح أجندته "منافسة شريفة" فقط؟ إبراهيم عسيري - جدة