علم المملكة العربية السعودية الذي له شموخه وتميّزه وحضوره اللافت في المحافل الإقليمية والدولية وبروتوكولاته المختلفة عن باقي الأعلام يجعل له اهتماماً عالياً بأدق تفاصيله شكلاً ومضموناً وحضوراً، ومن هذا المنطلق وبالتوازي مع التغير والمواكبة العصرية لرؤية المملكة 2030 وافق مجلس الشورى بأغلبية أعضائه على مشروع تعديل نظام العلم والشعار والنشيد الوطني. وحينما نُمعن النظر في مشروع التعديل والذي انفردت به صحيفة «الرياض» وبعد ذلك تداولته أغلب الصحف والمنصات الإخبارية، والمتضمن موافقة مجلس الشورى على التعديل، والذي عزا مقدمه عضو المجلس الأستاذ سعد العتيبي مبرره الأول في تقديمه إلى مواكبة الحراك الكبير الذي تشهده المملكة في السنوات الأخيرة من مراجعة وتطوير للأنظمة الداعمة لأهداف ومبادرات رؤية 2030 جاء باعتبارات متعددة الأنماط محددة الأهداف، نؤمن بأننا أمام تعديل للنظام مُحكم، محافظٍ على كل تفاصيل العلم والشعار والنشيد. وجاء الجمال حين خرج مقدم المقترح ليؤكد أن التعديل لن يمس المحتوى من شكل ولون للعلم والشعار، وكذلك كلمات وألحان النشيد؛ وهذا من ناحيته أراه يشدد ويجدد أمرين في آنٍ واحد، فيشدد على العراقة والاعتزاز بهذه الهوية التي كانت وما زالت وباقية وتتمدد، ويجدد في روح نظامه الذي صدر منذ أكثر من 50 عاما ليواكب التغير ويلامس بنظامه مواقيته وأزمنته الثابتة والحديثة. وهنا نستنبط أن المقترح الذي جاء مؤكداً على أهمية هذه التفاصيل وأنظمتها المتعلقة بها، فالاهتمام بعلم الدولة وشعاره ونشيده وأدق تفاصيله يعكس مدى قوة ومتانة الذات السيادية التي تملكها المملكة وما تعكسه من اعتزاز وفخر بعَلمها، وهي في ذات الوقت تسعى لسد أي فراغ تشريعي لم يكن له نظام موجود سابقاً كالنشيد مثلاً ولتحافظ بدورها على كافة أركانها الأساسية وأجنداتها الاعتبارية دون مساس بها. وجاء هذا النظام برمّته على صعيدٍ وجدانيٍ آخر ليحرك في داخل الكثير منّا المشاعر تجاه الهوية الوطنية الاعتزازية، فالبعض عاد مجدداً ليتأمل تفاصيل العلم وحيثيات ألوانه الخضراء الدالة على الإسلام والسلام، وسيفه المسلول المتعلق بالتراث السعودي الأصيل مع وجود قبضته الحازمة، كذلك شعاره المؤلف من سيفين عربيين متقاطعين يرمزان للقوة والتضحية، ونخلة العراقة تتوسطهما رامزة لكل حيوية ونماء ورخاء يسود هذه البلاد. كما أن النشيد الوطني والذي جاءت أحد مبررات تقديم مقترح تعديل نظام العلم مرتبطة به، ولما يحمله من وجاهة اعتبارية، والتي باتت مؤخراً ألحانه تصدح في كافة المحافل والفعاليات صغيرة كانت أو كبيرة اعتزازاً وفخراً يؤكد على أن نظام العلم وارتباطه بالنشيد وحتى كلماته وألحانه ومواضع استخدامه لها تأثير سلوكي على الفرد بشكل ذاتي انتمائي خاص والمجتمع عموماً بكافة شرائحه لما يحققه من عز وتذكير وافتخار. ولم يكن مشروع تعديل النظام إلا تجديداً للحب والولاء وتعزيزاً للفخر والعطاء وتذكيراً بمجدٍ سابقٍ ورؤية قادمة ساطعة، جامعة بين كافة ألوية العز والتمسك والنماء، رافعةً سارية علم التقدم الطَموح، الذي يجعلنا في كل مرة ومرة شامخي الهمة متلهفي الشوق معتزين به على كافة أصعدة العالم، مستذكرين قول الشاعر الكبير إبراهيم خفاجي - رحمه الله - موطني .. عشت فخر المسلمين. مشرف تربوي في إدارة تعليم العلا