بعزيمة وإصرار وأمل، يمضي محاربو السرطان بالمملكة، رحلتهم العلاجية الطويلة، متشبثين بالثقة بالله أولاً، ومن ثم بإرادة لا تعرف الوهن، وبالدعم من المقربين لهم، في سبيل الوصول إلى العلاج والتغلب على هذا المرض الذي يعد من أكثر الأمراض شيوعاً على مستوى العالم. فها هي أم حنين وابنتها حنين تواجهان مرض السرطان، حيث أصيبت حنين عندما كان عمرها 13 عاماً بسرطان الدماغ، لتدخل في مرحلة علاج وتأهيل أبعدتها تماماً عن حياة الطفولة وأفقدها مرضها النطق والتوازن والحركة، إضافة إلى الحركة الدقيقة، لتدخل في مرحلة أخرى من التأهيل العلاجي الشامل دام سنوات. واستطاعت أم حنين أن تكون الداعم الأول لابنتها، حيث قامت بدور كبير في تأهليها، ودعمها معنوياً وبث الأمل في نفسها، ولازمتها طيلة رحلتها العلاجية التي أعادتها تدريجياً للحياة، حيث حصلت على العديد من الدورات التطويرية لتتمكن من مساعدة ابنتها. وعندما بدأت حنين بالعودة للحياة تدريجياً، كانت أولى رغباتها هو إكمال دراستها المتوسطة التي توقفت عندها في مرحلة المرض، وقد سعت الأم جاهدة لتحقيق طموح ابنتها التي بدأت للتو بالنطق، وتمكنت بفضل من الله من تسجيلها، وأكملت بعدها حنين دراساتها حتى أنهت المرحلة الثانوية بجهد عظيم، وبعدها بسنوات تمكنت من دخول الجامعة لتتخرج منذ أشهر حاملة شهادة القانون والذي كان حلمها وطموحها منذ طفولتها. وبعد هذه المرحلة المضنية التي تكللت ولله الحمد والمنة بالنجاح والشفاء؛ أصيبت أم حنين (وهي أم لخمسة من البنين والبنات، أحدهم طفل توحدي) بسرطان الثدي الذي أدخلها في رحلة مع العلاج سنوات طويلة أخرى، لم تفقد فيها الأمل يوماً، فكانت على يقين بأن ذلك هو ابتلاء من الله وهي على ثقة كاملة بأن الله سيعينها على النجاة منه، وواجهته بكل شجاعة وإصرار حتى تمكنت من التغلب عليه لتصبح هي وابنتها من المتعافيات. واليوم أم حنين عضوة في جمعية متعافي السرطان الخيرية وعدة جمعيات أخرى تُعنى بالسرطان، كما أنها متطوعة تساعد في توعية ودعم السيدات المصابات به معنوياً ونفسياً. ويسجل عبدالله القحطاني قصة كفاح ونضال عنوانها الصمود والتفاؤل، حيث أصيب خمس مرات ليخرج بعدها سليما معافى مقبلاً على الحياة يمارس حياته بشكل طبيعي، يطمح بالمساهمة في بناء مستقبل وطنه. وبدأت معركته مع المرض عام 2015 على خمس مراحل، في كل مرحلة كان يخضع فيها للعلاج وعمليات الاستئصال والتعافي ليصاب مرة أخرى حتى هزم المرض تماماً وتغلب عليه. وقد أصيب القحطاني خلال هذه الرحلة المرضية بسرطان القولون وبعد التعافي أصيب بسرطان الكبد، ثم الرئة اليسرى تلتها اليمنى ثم عاوده في الرئة اليسرى ثانية. وظل القحطاني على الرغم من هذه المراحل المتعبة متشبثاً بالأمل، ومتعلقاً بالله سبحانه وتعالى بأن فرج الله قريب، وهذا ما ساعده على تجاوزها بكل قوة وعزم. ويعمل القحطاني اليوم متطوعاً في جمعية رعاية متعافي السرطان الخيرية لمساعدة المصابين والمتعافين على رفع معنوياتهم وإعادتهم من جديد كما كانوا وأفضل إلى الحياة الطبيعية، وبث التفاؤل والأمل في نفوسهم. من جهة أخرى تشارك وزارة التعليم المجتمع الدولي في تفعيل اليوم العالمي للسرطان؛ لتوحيد الجهود الإستراتيجية لرفع مستوى الوعي بخطورته، وطرق التشخيص والوقاية والحد من تداعياته. وقدمت وزارة التعليم دعمًا لأكثر من 250 مشروعًا بحثيًا في الجامعات، من خلال مبادرة التمويل المؤسسي في مجال الأبحاث العلمية المتعلقة بالسرطان التي شملت الوقاية، والتشخيص، والرعاية، والمكافحة، والعلاجات المتقدمة، كما ارتفعت نسبة النشر العلمي لأبحاث السرطان خلال الثلاث سنوات الماضية إلى 85 %، إضافة إلى تحسن جودة الأبحاث المنشورة في هذا المجال بنسبة 150 %. واستحدثت وزارة التعليم امتدادًا للدعم غير المحدود من القيادة الرشيدة مبادرة التمويل المؤسسي لدعم البحث والابتكار في الجامعات وفق التوجيهات الإستراتيجية، والاستجابة للاحتياجات الوطنية؛ لتعزيز الأبحاث وتحويلها إلى منتجات مبتكرة من خلال الجامعات السعودية، حيث تمكنت جامعات الملك سعود، والملك عبدالعزيز، والملك سعود للعلوم الصحية، وجازان، وجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، من بلوغ أعلى نشر علمي لأبحاثها المتعلقة بالسرطان. حنين تغلبت على المرض وتكللت الجهود بالنجاح والشفاء أم حنين تمكنت من التغلب على السرطان بعزيمة وإصرار