مازلنا نتغنى بالوطن ونفتخر فيه ونعتز به وندافع عنه حتى آخر لحظة من أعمارنا.. ولي وطنٌ آليتُ ألا أبيعَهُ وألا أرى غيري له الدهرَ مالكا عهدتُ به شرخَ الشبابِ ونعمةً كنعمةِ قومٍ أصبحُوا في ظلالِكا وحبَّبَ أوطانَ الرجالِ إِليهمُ مآربُ قضاها الشبابُ هنالكا إِذا ذَكَروا أوطانهم ذكَّرتهمُ عهودَ الصِّبا فيها فَحنُّوا لذالكا فقد ألفته النفسُ حتى كأنهُ لها جسدٌ إِن بان غودرَ هالكا. هكذا يقول إبن الرومي.. إن وطننا الراسخ الجذور في التاريخ والحضارة، والذي أسس في منتصف عام "1139ه" الموافق لشهر فبراير من عام "1727"، حيث بدأ في عهد الإمام محمد بن سعود، والذي أعلن فيه تأسيس الدولة السعودية الأولى وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لذلك جاء الأمر الملكي بشأن اعتبار يوم تأسيس السعودية إجازة رسمية. أما اليوم الوطني السعودي فقد شهد قيام الملك عبدالعزيز بتوحيد كيان المملكة العربية السعودية، والذي يوافق يوم الخميس 21 جمادى الأولى 1351 ه الموافق يوم 23 سبتمبر من عام 1932. وتبقى إجازة اليوم الوطني السعودي كما هي في كل عام، ويضاف عليها إجازة يوم التأسيس السنوية في 22 من شهر فبراير، هُنا جاء خبر اجازة من "22 فبراير" من كل عام للقطاعين العام والخاص في الدولة، لفتة جميلة من مولاي خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين للاعتزاز بجذور مملكتنا العريقة وتأسيسها، يحق لنا إن نفتخر بمملكتنا ونورّث هذا الحب والاعتزاز لاولادنا وأحبابنا وأصدقائنا، وطناً شامخ وصرحاً باسقاً كالنخيل، بقيادة الأُسرة المالكة منذ بدء التأسيس إلى عهد ملك الحزم والعزم الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده الرّجل المُلهم صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان "رعاه الله". ما زلنا ننبهر ونُبهر أقطاب العالم في تطورّ بلدنا السعودية العظمى وما وصلت إليه من تقدم في شتى المجالات، في ظل رؤية "2030"، تلك الرؤية الرائدة التي قادت مملكتنا الى الصف الأوّل وأعطتها بصمة لا يستهان بها، "حفظ الله" مليكنا المفدى وولي عهده الأمين، وحفظ الله وطننا من كل حاقد وحاسد وعدوٍّ متربّص.