مرة أخرى يمنح مؤشر دولي مرموق المملكة تصنيفاً متقدماً فيما يتعلق بمواجهة جائحة (كوفيد- 19)، حيث تبوأت المملكة المرتبة الثانية ضمن أكثر الدول مرونة في التعامل مع الوباء، وفقاً لتصنيف وكالة بلومبيرغ، الأمر الذي يؤشر لنجاعة وفاعلية الإجراءات السعودية والمبادرات المختلفة التي تم اتخاذها للتعامل مع الجائحة، مما شكل أنموذجاً فريداً في أسلوب مواجهة الأزمات على جميع الصعد، صحياً واقتصادياً واجتماعياً، حيث استطاعت الاستراتيجية السعودية في مواجهة كورونا تحقيق معادلة معقدة، إذ تمكنت من ضبط الحالة الوبائية في المجتمع عبر تشجيع وتعزيز الوعي المجتمعي بأهمية اللقاحات، مما أدى لتحقيق معدلات تطعيم عالية جداً على المستوى العالمي، وأيضاً من خلال تطبيق الاحترازات الصحية اللازمة، ومن جهة أخرى مواصلة سياسة فتح الاقتصاد، والسفر، وقد أسفرت هذه المعادلة المحسوبة بدقة بعد فضل الله عن كبح انتشار الوباء، كما جنبت المملكة التداعيات السلبية للإغلاق الاقتصادي، ويأتي ذلك في ظل تصاعد مؤشرات انتشار الوباء عالمياً، وفي ظل عودة كثير من الدول لسياسات الإغلاق الاقتصادي وحظر السفر تفادياً لانهيار أنظمتها الصحية. مع اقتراب جائحة كورونا من بدء عامها الثالث، تحصد المملكة -ولله الحمد- ثمار سياستها الاستباقية في مواجهة الوباء، واتخاذها الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية مبكراً في بداية الأزمة، استشعاراً من القيادة الرشيدة -حفظها الله- لخطورة الوباء وسرعة تفشيه، وضرورة التحرك السريع والحاسم لحماية الوطن ومكتسباته، وما زالت المملكة تجني نتائج استجابتها الصحية والاقتصادية حتى يومنا هذا عبر استقرار الحالة الصحية، ومتانة الوضع الاقتصادي، ما جعلها تتبوأ المرتبة الثانية بين 53 اقتصاداً في العالم، ويؤكد على الموثوقية والقدرات الفريدة التي تحظى بها المملكة في عهدها المتوثب لمستقبل باهر ومكانة كبرى.