أكد عدد من المختصين أن تحقيق المملكة مرتبة متقدمة في تصنيف بلومبيرغ لأكثر الدول مرونة واستجابة في التعامل مع جائحة كوفيد 19، مؤشر على فاعلية إجراءاتها الصحية والطبية من جهة وكفاءة نظامها الاقتصادي ومن جهة أخرى أيضا فيه تأكيد على حسن التعامل والتسيير الصائب من قبل القيادة الرشيدة للأمور منذ ظهور تلك الجائحة غير الاعتيادية وحرصها على مصالح مواطنيها وعملها الدؤوب والمستمر لتسهيل الحياة الكريمة لهم وتجنيبهم لأي سلبية تظهر في طريقهم، وأكد تقرير حديث صادر عن وكالة «بلومبرغ» العالمية تجاوز المملكة للمصاعب الاقتصادية التي تسببت بها جائحة كورونا، لتصبح أقوى سياسيًا واقتصاديًا بتزامن مع ازدهار أسعار النفط الذي سيكون العالم بحاجة لمزيد منه في المستقبل القريب. وقال المستشار التجاري الدكتور عبدالرحمن محمود بيبة، إن كل ما اتخذته المملكة العربية السعودية من إجراءات في مواجهة جائحة كوفيد 19 سواءً من الناحيتين الصحية أو الطبية أو من الناحية الاقتصادية، يؤكد عمق فهمها لكيفية إدارة الأزمة، واستثمارها لهذه الجائحة كفرصة للتطوير والإبداع، فقد باشرت القيادة الرشيدة يحفظها الله وهي التي كان لديها حسن إدراك وإحاطة كافية بحجم وهول الأمر كل التدابير اللازمة لدرء تفشي الوباء والتي منها على سبيل المثال تعليق السفر ووقف العمرة وفرض الحظر، كما عملت على تأمين كل ما يلزم المواطن والمقيم من احتياجات وضروريات، وقامت بضمان سير الأعمال والأنشطة الاقتصادية وقدمت مختلف التسهيلات وأنواع الدعم المطلوب لمختلف القطاعات عبر عشرات المبادرات التي لازال البعض منها مستمرا فضخت من خلالها مئات المليارات. وقال الدكتور عبدالرحمن بيبة، إن حلول المملكة في المرتبة الثانية في قائمة تقيس فاعلية استجابة أكبر 53 اقتصادًا في العالم مع جائحة كورونا، يظهر بوضوح تصميمها على التأقلم والتكيف مع الجائحة مهما طال أمدها، ويبدو ذلك أكثر وضوحا في مواصلتها لكل الإجراءات اللازمة دون تراخي أو تهاون ومتابعة حملة التلقيح ضد الفيروس بتميز. بدوره أكد عضو هيئة التدريس بجامعة جدة الدكتور سالم باعجاجة، إن تقدم المملكة وتميزها في تعاملها مع جائحة كورونا قياسا ببقية دول العالم التي لازال بعضها يعيش موجات جديدة من الإغلاقات نتيجة تفشي متحور إيمكرون، هو دليل على صواب جميع الإجراءات التي اتخذتها المملكة لمواجهة جائحة كوفيد 19 سواءً من الناحيتين الصحية أو الطبية أو من الناحية الاقتصادية، وهو أيضا نجاح باهر يجير للقيادة الرشيدة التي كانت سباقة للأحداث فباشرت دون تردد توفير عموم المتطلبات الاقتصادية والإنسانية اللازمة للتعامل مع الجائحة. وقال الدكتور سالم باعجاجة، إن استمرار النمو الاقتصادي القوي للمملكة مع استمرار جائحة كورونا التي لازالت سيفا مسلطا على اقتصادات كثير من دول العالم، يعود لفاعلية إجراءاتها الاقتصادية والتي ربطتها بخططها الطبية والصحية والاجتماعية، وهو ما أثمر عن استجابة ومرونة عاليتين في التعامل مع الجائحة تمكنت بفضله من تجاوز عموم السلبيات. «تصنيف بلومبيرغ لمرونة التعامل مع جائحة كورونا»، الذي يعمل على تقييم 53 دولة من خلال 12 مؤشرًا للبيانات، تشمل القدرة على احتواء فيروس كورونا، وجودة الرعاية الصحية، وتغطية التطعيم، وعدد الوفيات، والتقدم المحرز في بدء استئناف السفر أكد تجاوز المملكة للمصاعب الاقتصادية التي تسببت بها جائحة كورونا، لتصبح أقوى سياسيًا واقتصاديًا بتزامن مع ازدهار أسعار النفط الذي سيكون العالم بحاجة لمزيد منه في المستقبل القريب. وتصدرت الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، «تصنيف بلومبيرغ لمرونة التعامل مع جائحة كورونا»، خلال شهر يناير الجاري، حيث جاءت الإمارات في المركز الأول تلتها المملكة في المركز الثاني وجاءت دولة فنلندا في المركز الثالث، فيما احتلت دولة الفلبين المركز الأخير في القائمة. تقرير الوكالة أشار إلى أن المملكة تأثرت من أزمة كورونا في أوائل عام 2020 بعد تسبب الجائحة في انهيار أسعار النفط، إلا أن ارتفاع أسعار النفط خلال الفترة الماضية وزيادة إنتاج الخام السعودي ساعد على استعادة الأوضاع الاقتصادية للمملكة.