تشهد المملكة العربية السعودية نقلة نوعية في منهجية التخطيط لتمهّد الطريق نحو مستقبل رقمي زاهر، وهي المنهجية التي رحبت بها واعتمدتها مختلف القطاعات تزامناً مع مساهمة السياسات الحكومية الطموحة في إطار رؤية المملكة 2030 لتعزيز مسيرة المملكة نحو الاقتصاد الرقمي، اعتماداً على التقنيات الجديدة والمبتكرة. وعليه، يعد التعاون بين القطاعين العام والخاص في المملكة، إلى جانب المعارف والخبرات المستمدة من ألمع العقول حول العالم، ذو أهمية كبيرة لتحقيق هذه الأهداف الطموحة. هنا، يبرز الدور المحوري الذي يمكن لفعاليات مثل مؤتمرLEAP أن تؤديه للجمع بين رواد التكنولوجيا وأبرز صنّاع القرار، حيث من المقرر أن يشكّل المؤتمر الذي ستحتضنه مدينة الرياض مطلع فبراير المقبل أكبر منصة عالمية لالتقاء مبتكري وخبراء القطاع لاستكشاف أحدث التقنيات ومناقشة الحلول المبتكرة. وتمضي المملكة العربية السعودية بخطى واثقة في مسيرة التحول الرامية لبناء اقتصاد رقمي رائد بفضل توجيهات قيادتها الحكيمة، إذ تحتل المملكة على سبيل المثال المرتبة الأولى عالمياً في سرعة الإنترنت لتقنية الجيل الخامس 5G، حيث نجحت بزيادة متوسط سرعة الإنترنت 11 مرة من 9 ميجابت بالثانية في عام 2017 إلى 109 ميجابت بالثانية في عام 2020. كما أحرزت المملكة المركز الأول في التنافسية الرقمية على مستوى دول مجموعة العشرين خلال الأعوام الثلاثة الماضية؛ والمركز التاسع على مؤشر القدرات الرقمية بحسب تقرير التنافسية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي. يفضي ذلك كله إلى كون المملكة العربية السعودية هي الأفضل لتنظيم واستضافة حدث مذهل مثل مؤتمر LEAP، في خطوة تؤكد على مكانتها كمركزًا عالميًا للتقنية في المستقبل ومنبعاً للابتكار والإبداع الرقمي. وتضم المملكة أضخم سوق لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تُصنّف في المرتبة 13 عالمياً، كما تحل المملكة في المرتبة 13 عالمياً من حيث المهارات الرقمية للقوى العاملة. وبالفعل، يستفيد الاقتصاد الرقمي الناشئ في المملكة من المواهب المحلية الفريدة للشباب السعودي، والتي تمثل إمكانات غنية بدأت المملكة بالفعل دعمها ورعايتها وتنميتها. وتماشياً مع ذلك، نحرص في موبايلي على المشاركة الفاعلة في هذه الجهود، حيث نواصل العمل على ابتكار وتصميم حلول رقمية متطورة تتماشى مع استراتيجية التحول الرقمي في المملكة وصولاً إلى مستقبل مزدهر وأكثر اتصالاً من خلال اتباع أنماط التفكير المبتكرة وتقديم خدمات فائقة التطور. وتوفر موبايلي الدعم للمملكة في جميع مراحل مسيرة التحول من خلال ضمان حصول الأفراد والشركات والمؤسسات على الأدوات الرقمية والتكنولوجية اللازمة لاغتنام الفرص المهمة للتحول الرقمي. وتسهم هذه المنهجية في وضع التكنولوجيا اللازمة بين أيدٍ أمينة لتمكين المجتمع السعودي على نطاق واسع من تحقيق إنجازات جديدة. ولعبت موبايلي دوراً مهماً في تحقيق الأهداف الرقمية لرؤية المملكة 2030 استناداً إلى حضورها القوي كإحدى العلامات التجارية الرائدة في المملكة، والتي جاءت في المرتبة التاسعة من حيث العلامات التجارية الأكثر قيمة في منطقة الخليج العربي وفق تصنيف مجلة التسويق الخليجية جولف ماركتنج ريفيو لعام 2010. فعلى سبيل المثال، شهد العام 2008 انضمام شركة موبايلي إلى تحالف يهدف لتوسيع نطاق شبكة الألياف البصرية الوطنية على المستوى العالمي. ولم تكتفِ موبايلي بهذه الإنجازات، فقد أطلقت في عام 2011 الخادم السحابي الخاص بها، والذي يمنح للعملاء إمكانية الخدمة الذاتية التي تتيح لهم الحصول على المزايا حسب الطلب، إلى جانب عقد شراكات مع عدد من شركات التكنولوجيا الرائدة عالمياً لقيادة جهود التحول نحو اعتماد منظومة تكنولوجيا معلومات واتصالات أكثر تطوراً. وامتدت مساعي الشركة الرامية لدعم حلول التقنيات الجديدة خارج حدود المملكة، حيث أصبحت موبايلي في عام 2014 أول شركة اتصالات تقدم خدمات التجوال بتقنية الجيل الرابع 4G، كما أجرت الشركة في عام 2020 أول مكالمة صوتية (VoNR) ناجحة في منطقة الشرق الأوسط باستخدام شبكة الجيل الخامس 5G. لكن البنية التحتية للتكنولوجيا تمثل عنصراً واحداً فقط من المنهجية الرامية لضمان المستقبل الرقمي. وعليه، ينبغي على مختلف الشركات العاملة بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات العمل على تمكين الأفراد والمجتمعات من بلوغ كامل إمكاناتهم ولعب دور فاعل في الوصول لمستقبل رقمي من خلال إرساء الأسس اللازمة لنشر التقنيات المتطورة، والمساهمة في إنشاء بيئة تعاونية تسهم في تعزيز الشراكات بما يوفر للجميع الأدوات اللازمة لرسم ملامح مستقبل رقمي مشرق. م. سلمان بن عبدالعزيز البدران الرئيس التنفيذي لشركة اتحاد اتصالات "موبايلي"