زارتْ خياليَ بين الصحوِ والوسَنِ غُصنٌ من البانِ في أطرافها شجني جاءتْ على عجَلٍ والشوقُ يُلهِبُها وفي العيونِ حديثٌ غيرُ مُختَزنِ فاقتْ سنا البدرِ في إشراقِ طلعتِها ريمٌ وفي رمشِها دوامةُ الفِتَنِ يُداعبُ الريحَ ضِغْثٌ من شمائلِها لتنثُرَ الطيبَ فواحاً إلى المُدُنِ شممتُها نفَسَاً في أضلعي ولها بين الأحاسيسِ دفقُ الهادرِ اللسِنِ يا أنتِ يا عُرْسُ بحرٍ نام في دَعَةٍ عن الوشاةِ سُعاةِ البغيِّ والإحنِ يا ليتَ شعريَ هل يكفي القصيدُ وهل حبيبتي بعد هجرٍ سوف تعذرني شطتْ بيَ الدارُ رحّالاً ومنتحياً عن حضنها روضةِ الآمالِ والمِننِ سكبتُ من أجلِها روحي فما برحتْ تضُمُّ حيناً وحيناً ثغرُها سكني يا أُمْلُجَ الخيرِ أنفاسي مُلوّعةٌ الأمسُ يُذْكِرُني والبُعْدُ يجلدُني يا أُمْلُجَ الحُبِّ في أوزانِ قافيتي ذكراكِ والليلُ والأنغامُ تُطربني ما زلتُ أذكُرُ أحلاماً وأخيِّلةً رسمتُها ومغيبُ الشمسِ لم يحِنِ أودعتُها شاطئَ الآمالِ بُرعمةً فضمّها بفؤادٍ قطُّ لم يَخُنِ يسقي العروقَ بِرِفْقٍ ثم يغمرُها بدافقٍ من حنانِ المُشفقِ الفطِنِ نمتْ على كفِّهِ مليونُ قافيةٍ يشدو بها طائرٌ لاهٍ على فننِ عيشٌ رغيدٌ وأصحابي نسائمُهُ ونحن في غفلةٍ عن دورةِ الزمنِ ما زال منّا الهوى يقتصُّ غايتَهُ وتدفعُ الروحُ مهراً باهظ الثمنِ واللهِ إنّا على عهدِ الوفاءِ لكم مهما جُلدنا بسوطِ النأيِّ والمحنِ ما زال يُغري حديثُ الأمسِ يا ألقاً صِيغتْ محاسِنُنا من وجههِ الحسَنِ شطَّتْ بي الدارُ يا أصلي ويا وطني والفرْعُ مرجِعُهُ في عُودُكِ اللَدِنِ *عضو جمعية الأدب السعودية الخبر