يجب أن تدرس هذه القصة الملهمة فى المناهج الدراسية عن إنسان تغرب عن بلده هو وأسرته الصغيرة بحثاً عن المجد، وذهب إلى بلد لا يتحدث لغتها، لا يعرف عاداتها وتقاليدها، وبديانة مختلفة، ومع كل ذلك وفي زمن قياسي استطاع أن ينصهر في عادات وتقاليد هذا المجتمع من دون أن يتكبد العناء في الدخول إلى قلوب الناس بل استخدم ذكاءه الفطري وعلم أن أقصر طريق لكسب القلوب هو الانصهار فى عادات وتقاليد المجتمع السعودي ومن هنا كانت بداية قصة عشق. عشق الأسد الأسمر القهوة العربية، وكان يحتسي فنجان القهوة في كل مناسبة يذهب إليها، ثم ارتدى الزي السعودي الوطني حتى أطلق عليه عاشقوه لقب الشيخ غوميز، لم يكتف بذلك بل كان داعماً ومؤازراً للمنتخب الوطني في أكثر من مناسبة وارتدى قميص المنتخب السعودي كمشجع سعودي عاشق، ومحفزاً زملاءه اللاعبين لتقديم أفضل عطاء، ثم حفظ السلام الملكي السعودي، وأصبح يردده وكأنه أحد أبنائه، لم يكن ما يفعله لكسب الأضواء والشهرة بل كان نابعاً من وفائه وإخلاصه لهذه الأرض الطيبة التي أحبت الشيخ غوميز كما أحبها. في الإجازات الرسمية له كان يذهب إلى سفارة المملكة العربية السعودية في البلد التي يقضي فيها إجازته، ويتحدث عن السعودية وكأنه مبعوث رسمي، لم تقف مبادرات الشيخ غوميز عند هذا الحد بل كان يدعم أبناءنا أصحاب الهمم ويزور الجمعيات الخيرية ويلعب معهم وكأنهم أبناءه. الشيخ غوميز حالة استثنائية من النادر تكرارها، الجميع اتفق على حبه، أتى لاعباً لكرة القدم لتحقيق المجد فأصبح رمزاً مشرفاً خالداً في قلوب السعوديين. قد يظن البعض أن الشيخ غوميز له عقد من الزمن أو أكثر منذ أن وطئت قدمه وطننا الغالي حتى يستطيع أن يكسب هذه الشعبية الطاغية ويدخل قلوب الملايين، لكن الحقيقة أنه لم يكمل سوى ثلاث سنوات ونصف فقط استطاع من خلالها أن يفرض حبه على الكبير والصغير. أخيراً هذا حال كرة القدم لطالما ما كانت قاسية عندما تجبرك على الرحيل، صحيح أنك رحلت عن المستطيل الأخضر لكنك لن ترحل عن قلوبنا، لن أقول: وداعاً غوميز لأننا لن ننساك، أنت فى قلوبنا. ماجد المنيع