نفذّت كوريا الشمالية هذا الأسبوع عددا قياسيا من التجارب الصاروخية، تضمنت، وفق ما أعلنت وسيلة إعلام رسمية الجمعة، صواريخ عابرة بعيدة المدى وصواريخ بالستية قصيرة المدى. من جهة أخرى، زار الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون مصنعًا للذخيرة، وفقًا لوكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية، بعد أسبوع من تهديد بيونغ يانغ باستئناف تجاربها النووية والبالستية الطويلة المدى التي علقتها منذ 2007. وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية إن بيونغ يانغ أجرت هذا الأسبوع تجربة تأهيل لنظام صاروخ عابر بعيد المدى واختبارا لتأكيد قوة رأس صاروخي حربي تقليدي من طراز أرض-أرض. وأضافت الوكالة أن بيونغ يانغ اختبرت الثلاثاء صواريخ عابرة بعيدة المدى حلقت فوق البحر الواقع شرق شبه الجزيرة (بحر اليابان أو البحر الشرقي حسب التسمية الكورية) ووصلت إلى «الجزيرة المستهدفة الواقعة على بعد 1800 كلم». وأوضحت أن كوريا الشمالية اختبرت الخميس صواريخ بالستية قصيرة المدى أصابت «جزيرة مُستهدَفة»، مشيرة إلى أن ذلك «يُثبت أن القوة التفجيرية للرأس الحربي التقليدي مطابق لمتطلبات التصميم». وبذلك، تكون بيونغ يانغ أجرت عملية الإطلاق التجريبية السادسة منذ بداية العام، بما في ذلك صواريخ خارقة للصوت. ونشرت الوكالة صورا لكيم جونغ أون خلال زيارته لمصنع أسلحة، يبدو في إحداها مبتهجا ويرتدي سترته السوداء الطويلة المعتادة، محاطًا بمسؤولين يرتدون بزات عسكرية. وأوضحت أنه أشاد ببناء «المصنع الذي حقّق ابتكارات جماعية وتقدما كبيرا في إنتاج أسلحة رئيسة». ويقول المحلل هونغ مين من المعهد الكوري للتوحيد الوطني في سيول إن عمليات الإطلاق في يناير جزء من الخطة الخمسية «لتحسين ترسانة كوريا الشمالية الاستراتيجية». ويضيف «الصواريخ العابرة التي أطلقت الثلاثاء هي امتداد للنوع نفسه من الصواريخ التي اطلقت منذ سبتمبر الماضي مع تحسينات في المدى والسرعة». * «نصف عام مليء بالأحداث» وتشكل سلسلة العمليات هذه ردا على جهود كوريا الجنوبية لتحسين نظام الأسلحة الخاص بها، مع اختبارات 2021 لصواريخ فرط صوتية وصواريخ بالستية جديدة أطلقتها غواصة، حسب هونغ. ويوضح أن «الشمال يظهر أنه يطور أيضا صواريخ لمواجهة ما يملكه الجنوب». وأثارت هذه السلسلة من الاختبارات المحظورة إدانة عالمية ودفعت إلى عقد اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي. كما فرضت الولاياتالمتحدة عقوبات جديدة ردا على ذلك، ما أثار غضب كوريا الشمالية. ويأتي ذلك في مرحلة حساسة في المنطقة، إذ تستضيف الصين الحليف الرئيسي الوحيد لنظام كوريا الشمالية، دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في شباط/ فبراير، بينما تُجري كوريا الجنوبية انتخابات رئاسية في مارس. وتستعد بيونغ يانغ للاحتفال بالذكرى الثمانين لميلاد والد كيم، الزعيم الراحل كيم جونغ إيل في شباط/ فبراير، ثم الذكرى العاشرة بعد المئة لميلاد كيم إيل سونغ الزعيم المؤسس للبلاد، في أبريل. ويقول الخبير أنكيت باندا من مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي لفرانس برس «يجب أن نتوقع نصفا أول من العام مليئا بالأحداث». ويضيف أن الحاجة إلى الاحتفال بهذه «الذكرى السنوية المهمة» تساعد في تفسير هذه الجولة الأخيرة من الاختبارات. ويتابع أن القلق من كوفيد-19 قد يجبر بيونغ يانغ على تعديل جدول تدريباتها الشتوية والتحول إلى اختبارات الصواريخ لضمان «دعاية إيجابية» بشأن الدفاع الوطني تجاه سكانها. ويضيف «قد يكون هذا أكثر أهمية في وقت يسير الاقتصاد الوطني بشكل سيئ ويمكن أن يهدد تراجع الإنتاج الزراعي ببلوغ ظروف قريبة من المجاعة». وتعاني كوريا الشمالية من حصار فرضته على نفسها لتجنب انتشار وباء كوفيد. وقد استأنفت مؤخرا التجارة مع جارتها الصينية.