أمرت الولاياتالمتحدة عائلات دبلوماسيّيها في كييف مساء الأحد بمغادرة أوكرانيا "بسبب التهديد المستمرّ بعمل عسكري روسي"، داعيةً الأميركيّين إلى تجنّب السفر إلى روسيا. وجاء في بيان وزارة الخارجية الأميركية أنّ "الوضع الأمني، خصوصًا على طول الحدود الأوكرانيّة، في شبه جزيرة القرم وفي دونيتسك، لا يمكن التنبّؤ به ويمكن أن يتدهور في أيّ وقت". ودعت الوزارة عائلات الدبلومسيين الأميركيين في اوكرانيا إلى مغادرة البلاد. وقالت الخارجيّة الأميركيّة في بيانها إنّ الموظّفين المحلّيين والموظّفين غير الأساسيّين يمكنهم مغادرة السفارة في كييف إذا رغبوا في ذلك. وقالت إنّ على المواطنين الأميركيّين المقيمين في أوكرانيا "التفكير الآن" في مغادرة البلاد عبر الرحلات الجوّية التجاريّة أو وسائل النقل الأخرى. وقالت مسؤولة أميركيّة كبيرة للصحافة "نعتقد أنّ غزوًا روسيًا ... يمكن أن يحدث في أيّ لحظة". وأضافت "لن تكون الولاياتالمتحدة في وضع يُمكّنها من إجلاء المواطنين الأميركيّين" في حال حدوث سيناريو كهذا. وأشارت المسؤولة التي طلبت عدم كشف هويتها إلى أنّ سفارة الولاياتالمتحدة لا تزال مفتوحة، لافتة إلى أنّ القائمة بالأعمال كريستينا كفين "تبقى في أوكرانيا". ونصحت وزارة الخارجيّة الأميركيّة المواطنين بعدم السفر إلى أوكرانيا بسبب احتمال حصول هجوم روسي و"إمكانية مضايقة المواطنين الأميركيين"، لا سيّما من قبل الشرطة الروسية و"التطبيق التعسّفي للقوانين المحلية". في كييف، أعلن وزير الدفاع الأوكراني اوليسكي ريزنيكوف على تويتر عن وصول 80 طنًّا من الأسلحة من في الولاياتالمتحدة. وتابع "ولم ينتهِ هذا بعد". ووافق بلينكن على تقديم "أفكار" خطّية الأسبوع المقبل إلى موسكو، من غير أن يوضح إن كانت هذه النقاط ستشكّل ردا بندا ببند على المطالب الروسيّة المفصّلة. وتطالب روسيا بالتزامات خطّية بعدم ضمّ أوكرانيا وجورجيا لحلف شمال الأطلسي، وبسحب قوات وأسلحة الحلف من دول أوروبا الشرقية التي انضمت اليه بعد عام 1997، ولا سيما من رومانيا وبلغاريا. ومطالب روسيا لا يقبل بها الغربيون. والجمعة، قالت المتحدثة باسم حلف شمال الأطلسي أوانا لونجيسكو "سنستجيب على الدوام لأي تدهور في بيئتنا الأمنية، ولا سيما عبر تعزيز دفاعنا الجماعي". ويعد الوضع الأمني الحالي في أوكرانيا مقلقًا حاليًا. فموسكو تؤكّد أنها لا تعتزم التدخل في أوكرانيا، لكنها حشدت أكثر من مئة ألف جندي ومدفعية على الحدود مع أوكرانيا. والخميس، أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين في مداخلة خلال المنتدى الاقتصادي العالمي الافتراضي في دافوس "نأمل ألا يقع هجوم. ولكن إذا حدث ذلك، فنحن مستعدون للردّ من خلال عقوبات اقتصادية ومالية كبيرة". وسيعيد وزراء دول الاتحاد الأوروبي تأكيد هذا الموقف الاثنين، بحسب مسودة اطّلعت عليها وكالة الأنباء الفرنسية. وحضّرت المفوضية الأوروبية عدة احتمالات ستقدّمها للوزراء المجتمعين الاثنين وستُضاف إلى الإجراءات التي اعتُمدت بعد الردّ على ضمّ روسيا لشبه جزيرة القرم في العام 2014. وقال مصدر أوروبي لوكالة الأنباء الفرنسية إن خفض مشتريات الغاز بنسبة 43% من إمدادات الاتحاد الأوروبي ومشتريات النفط بنسبة 20% من الإمدادات، والتي تمول إلى حد كبير الميزانية الروسية، هي أُمور مطروحة. وسيتعيّن تبني العقوبات الأوروبية إجماع الدول الأوروبية، غير أن تلك التي تتعلق بخفض مشتريات الطاقة تحدث انقسامًا داخل الاتحاد الأوروبي. ومن المقرر أن يسافر رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان إلى موسكو في فبراير لبحث إمدادات الغاز لبلاده. وقال دبلوماسي أوروبي "داخل الاتحاد الأوروبي، لا تتماشى احيانًا وجهات النظر والمصالح". من جانب أخر قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الاثنين إن معلومات المخابرات حول غزو روسي لأوكرانيا مثيرة للتشاؤم لكنها لا تعني أن الغزو واقع لا محالة، ووجه تحذيرا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أن أي صراع يمكن أن يتحول إلى "شيشان جديدة". قال جونسون في تصريحات تلفزيونية "علينا أن نوضح للكرملين ولروسيا بمنتهى الصراحة أن (الغزو) سيكون خطوة كارثية". وردا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أن الغزو بات وشيكا الآن، قال جونسون "معلومات المخابرات حول هذه النقطة مثيرة للتشاؤم بشدة". وأوضح "علينا أيضا توصيل رسالة مفادها أن غزو أوكرانيا سيكون، من منظور روسي، عملا مؤلما وعنيفا ودمويا، وأعتقد أن من المهم جدا أن يفهم الناس في روسيا أنها قد تتحول إلى شيشان جديدة". في الوقت نفسه، قال المتحدث باسم جونسون إن بريطانيا ليس لديها خطط لإرسال قوات قتالية إلى أوكرانيا لمساعدتها في الدفاع عن نفسها في مواجهة أي عدوان روسي. وردا على سؤال حول تصريحات سفير أوكرانيا في بريطانيا بأنه سيرحب بالجنود البريطانيين إذ وقع الغزو الروسي، قال المتحدث "لا توجد أي خطط على الإطلاق لإرسال قوات قتالية بريطانية لأوكرانيا". وأرسلت بريطانيا بالفعل عددا صغيرا من قوات المشاة إلى أوكرانيا للمساعدة في التدريب على الأسلحة الدفاعية.