افتتح بمحافظة شقراء "مسجد سديرة" في الديرة القديمة، بعد ترميمه وإعادة تأهيله، وذلك ضمن مشروع سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، لعمارة المساجد التاريخية، الذي يأتي بالشراكة بين وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد ووزارة الثقافة ممثلة في هيئة التراث. وقدّم مدير إدارة المساجد والدعوة والإرشاد بشقراء عبدالعزيز بن عبدالله الراشد شكره لسموه على العناية بالمسجد وإعادة بنائه، داعياً الله أن يُجزل له الأجر والثواب، لما يقدمه من جهود بارزة في دعم المساجد، والعناية بها، مبيناً أنه لم يسبق أن توقفت الصلاة بمسجد سديرة التاريخي إلاّ مرتين، الأولى عام 1418ه أثناء هطول الأمطار الغزيرة، التي على إثرها امتلأت الخلوة، فأُغلق المسجد خوفاً عليه من السقوط، والثانية كانت في أثناء ترميمه وإعادة تأهيله، ثم بدأت الصلاة فيه بعد الترميم في شهر رمضان المبارك عام 1442ه. وأوضح معاذ بن عبدالله الخريجي -مدير مكتب هيئة التراث بمحافظة شقراء- أن ترميم "مسجد سديرة" جاء ضمن مشروع صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لتطوير المساجد التاريخية، الذي أُعلن عنه عام 2018م بهدف تأهيل وترميم ما يقارب 130 مسجداً تاريخياً بعدة مناطق مختلفة بالمملكة، وقد انتهت المرحلة الأولى منه، التي شملت ترميم وتأهيل 30 مسجداً، كان من ضمنها "مسجد سديرة"، الذي يعود تاريخ إنشائه إلى عام 1356ه تقريبًا، ويُعد من أقدم المباني التراثية بالمنطقة، ويقع جنوب البلدة التراثية. وحظي مشروع الترميم بدعم وتوجيه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لما للمساجد التاريخية من مكانة عظمى، إضافةً إلى أنها أحد أهم معالم التراث العمراني الحضاري، والأصالة العمرانية، ولما تمثله المساجد المشمولة بالبرنامج من عمق تاريخي، وثقافي، واجتماعي. ويُسهم المشروع في إبراز البُعد الحضاري للمملكة، ويتماشى ذلك مع رؤية 2030، من خلال المحافظة على الخصائص العمرانية الأصيلة، والاستفادة منها في تطوير تصميم المساجد الحديثة، إذ كان من أهم أهداف المشروع: تعزيز المكانة الدينية والثقافية للمساجد التاريخية، وتأهيل المساجد التاريخية للعبادة والصلاة، واستعادة الأصالة العمرانية للمساجد التاريخية، وإبراز البعد الحضاري للمملكة. من جهته أعرب فيصل بن إبراهيم العصيمي -إمام مسجد سديرة- عن سعادته بترميم المسجد قائلاً: إن المشاعر لتختلط، والكلمات تتبعثر، والسرور يُنزل الدمع فرحاً، وشوقاً وحباً، فشكراً للقيادة الرشيدة، وشكراً لولي العهد الكريم الأمير الصادق الأمين محمد بن سلمان، حيث بأمره تم ترميم مسجد سديرة القديم، الذي حين تدخله للمرة الأولى ينقلك بشعورٍ مختلف وأحاسيس تغمرها الفرح لزمن بعيد، حيث السكينة والطمأنينة تغمر الأرجاء، وهو شعور لا تصفه الكلمات، وتتوقف الحروف عاجزة عن الوصف. وتحدث عبدالرحمن بن إبراهيم السبيهين -رئيس المجلس البلدي سابقاً-: يُعد مشروع سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لترميم وتأهيل وتجديد 130 مسجداً تاريخياً بالمملكة علامة بارزة في تاريخ العمارة الإسلامية، كما يُبرز تجديد المساجد التاريخية البعد الثقافي للمملكة، الذي تُركّز عليه رؤية 2030، كون المملكة تشكل العمق العربي والإسلامي للمنطقة العربية. وأضاف: يهدف برنامج العناية بالمساجد التاريخية إلى إعادة الحياة لها، وإبراز دورها بالمجتمع، وكذلك إبراز القصة التاريخية التي تحكيها هذه المساجد، حيث كان المسجد هو المحور التي انطلق منه المؤسسون الأوائل لهذه الدولة، ولذا يُعد الاهتمام بالمساجد التاريخية بمثابة تقدير لدورها تجاه الوحدة الوطنية، وهي عندما تعود لها الحياة، فإنها تُري الأجيال الحالية كيف كان المسجد هو المحور الأساس لهذه الوحدة، التي ننعم بخيرها بفضل الله. وحظيت محافظة شقراء بنصيبها من هذا المشروع، عبر ترميم مسجد سديرة، وفقاً لأحدث المواصفات العمرانية التراثية، وأصبح مقصداً للمهتمين بالتراث العمراني والمصلين والزوار. معلم يكشف أصالة العمران القديم