شهدت المملكة منذ إعلانها عن رؤية 2030 تحسناً في جهود التطوير، التي تتضمن تحسين البنية التحتية للدولة ورفد أعمال التصميم وإقامة المشروعات الكبرى وتعزيز السياحة وغير ذلك من المساعي المهمة. وتتطلب مواصلة التطوير والتوسع زيادة الاعتماد على التكنولوجيا بهدف الاستفادة من البيانات والمعلومات في استخدامات محددة تساعد في اتخاذ قرارات مدروسة وتحقيق النمو للشركات، فهي تدعم المسؤولين التنفيذيين لاتخاذ قرارات قائمة على البيانات، كما تعمل على تعزيز مرونة الشركات وتزويدها بالسُبُل اللازمة لتحسين موظفيها وخدماتها وإنتاجيتها بشكل عام. ولذلك تُعد المملكة في طليعة الدول التي تعتمد على الإمكانات التقنية المتقدمة بفضل رؤية قيادتها الحكيمة. الاستخدام الحكيم للبيانات تمتاز البيانات بقدرتها على تزويد الشركات بمرونة أكبر وطرق إضافية لتحسين موظفيها وخدماتها وإنتاجيتها بشكل عام. ويُعدّ جمع البيانات حول رضا العملاء ودمجها مع البيانات الكميّة والتشغيلية عاملاً أساسياً لفهم كيفية ومواضع تحسين تجربة العملاء على سبيل المثال، لكن قد تفقد هذه البيانات قيمتها في حال لم يتم الاستفادة منها وتحويلها إلى بيانات ومعلومات تساعد الشركات في تعزيز تجربة عملائها. ويمكن القول بأن إدراك مدى أهمية البيانات سيساعد المؤسسات في الاستفادة القصوى من مزاياها. كما يساهم التخطيط الجيد لتجربة العملاء وفق رؤية تراعي نوع التجربة المنشودة في إعداد مؤشرات الأداء الرئيسية، لتقوم بدورها بتحديد البيانات الواجب جمعها في مختلف مراحل تجربة العملاء. قطاع السياحة السعودي كمخطط مستقبلي مطوّر لا تزال مسيرة الانفتاح السياحي الفعلي في المملكة حديثة العهد، غير أنها بدأت تركز على الأعمال المتعلقة بالبيانات. فقد ترتّب على هذا الانفتاح زيادة متسارعة في التكاليف التشغيلية نتيجة ازدياد أعداد الزوار، والضغط على البنى التحتية، وإدارة المرافق، والعمليات التشغيلية، والأمن، وغيرها. وأصبح مهماً تحديد الجوانب التي يتعين استثمار مزيد من الأموال فيها وفهم الأساليب الأكثر فعالية لناحية التكلفة من أجل تحفيز الإنتاجية وخفض النفقات التشغيلية، حيث عمدت المملكة إلى إنشاء أُطُر عمل لضمان الإدارة السلسة لجميع هذه الجوانب، حيث وضعت أطُراً مُتفقاً عليها للنهوض بإدارة الأداء على مراحل تبدأ من التصميم وتصل حتى أعمال البناء. تشييد مدينة عملاقة يمثل نهج المملكة في تشييد مدنها العملاقة، بدءاً من المخطط وحتى التسليم، بالاعتماد على البيانات الحالية، خطة مستقبلية تخدم باقي دول المنطقة والعالم بأسره. وتعتبر هذه الخطة بمثابة لوحة بيضاء تجمع خلاصة أفضل التجارب العالمية والتقنيات الحديثة لإحداث تغييرات ملموسة وتسريع وتيرة تحقيق أهداف رؤية المملكة العربية السعودية 2030. ولكن تأتي البيانات في كثير من الأحيان على شكل إضافات لاحقة تتعلق غالباً بأوجه استخدام البيانات عند جمعها. وتحرص المملكة على جمع البيانات على طول مسار العملية، من التخطيط وحتى التنفيذ، ووصولاً إلى تشييد مدن تتأقلم مع احتياجات سكانها بهدف دعم رؤية المملكة وتحفيز نموها وتقدمها. فعلى سبيل المثال، تشير التوقعات إلى أن يكون مشروع نيوم، المشروع الطموح للدولة، بحجم بلجيكا عند اكتماله ويشكل أول مدينة معرفية في العالم. ووفقاً للتقارير المتعلقة بالمشروع، يهدف نظام التشغيل المعروف باسم نيوس إلى الحصول على موافقة لاستخدام بيانات 90% من سكان المشروع للمساهمة في تعزيز تجربتهم.