في الأسبوع الأخير تطورت الأحداث المرافقة لدوري الأمير محمد بن سلمان، ومن وجهة نظري الخاصة أن الدوري قد خرج عن مساره التنافسي داخل الملعب، لينتقل كاملاً إلى منافسة مفتوحة خارج الملعب، تتمثل في تنقلات اللاعبين ضمن الفترة الحرة، وأيضاً قضية تعاقد الكابتن محمد كنو وعقديه مع النصر ثم الهلال، الإعلام وجد مساحته الكافية من تحليلات ومشاكسات ومناكفات، ولن أدخل في هذا الموضوع لأنه حقيقة أشبع تحليلاً وتنبؤات وتوقعاً، وكل على ليلاه يغني وليلى عند بعضهم خشب وقش. قبل الحديث عن نتائج الجولة السابقة من الدوري، لا بد أن نوضح موقف الهلال الآن في التعاقدات الأخيرة التي قام بها، وواضح جداً أن الهلال بدأ بتنفيذ خطته استعداداً لبطولة كأس العالم للأندية، واضح أنه يريد أن يصل إلى نهائي هذه البطولة وتحقيقها بإذن الله تعالى، لهذا نجد أن التعاقدات الأخيرة ليست فقط أنها مناسبة له، بل أيضا يتأمل أن يتمكن من خلالها الإبقاء على قوة لاعبيه الأساسيين الحاليين وعدم استهلاكها في مواجهات الدوري، لا شك أن الهلال الآن بالنسبة لمستويات أندية الدوري يعتبر رقم واحد من حيث تشكيلة اللاعبين لديه، ولكن لكي تصل إلى نهائي كأس أندية العالم، فأنت أيضاً تحتاج إلى لاعبين من مستوى آخر مختلف، لهذا نتوقع في الأيام القليلة القادمة أن نشهد توقيع الهلال عقداً أو اثنين مع لاعبين عالميين، مثل الأروغواني سواريز من أتلتيكو مدريد، ولعلنا نشهد أيضاً لاعباً من الدوري الإنجليزي على سبيل الإعارة. الدوري الآن بصدارته في عهدة الاتحاد، والوصيف الشباب، والنصر يدخل المربع الذهبي في المركز الثالث، والهلال يتقدم للمركز الرابع مع مباراة مؤجلة له وللاتحاد، ضمك وفقاً للتطورات الأخيرة أصبح خارج المنافسة، وله نرفع العقال على نتائجه الرائعة التي حققها، ولهذا يمكن الآن أن نقول إن فوز الاتحاد في المباراة المؤجلة وخسارة الهلال تعني أن الاتحاد سيحافظ على فارق 11 نقطة مع الهلال، لتصعب الأمور على الهلال ويصبح ضمن دائرة البحث عن مشاركة آسيوية، وهذا يعني أن عليه إقصاء النصر أو الشباب، والشباب بنقاطه ال32 يؤمن نفسه على الأقل لجولتين قادمتين، أما النصر فإن عنوان عدم الخسارة والفوز ولا غير الفوز، هو وحده ما قد يحقق له المشاركة الآسيوية وحتى لقب الدوري كذلك. الهلال سيكسب التعاون، والاتحاد على موعد خطير أمام الرائد، أما النصر في مواجهة الفيصلي العنيد، والشباب سينتظر للخميس القادم حتى يواجه الفتح، التوقع العام مرور كامل الفرق الأربعة الأولى وتحقيق الثلاث نقاط، الخطر على الهلال أكبر ثم النصر، لكن ما زلت أعتقد أن هنالك كلمة للشباب سيقولها هذا الموسم، رغم أن الاتحاد عودنا أنه حين يتصدر لا يتنازل بسهولة، خاصة أن جمهوره الرائع الأكثر تميزاً بين كل الجماهير، يقف خلفه بشغف ونهم شديدين، يريد الدوري للعميد، يريد الفرح من جديد، يريد دفن ملف السنوات الثلاث الأخيرة تماماً، لذلك سنقول إن هذا الموسم سيشهد خروجاً غير مستحق لأحد الفرق الأربعة الاتحاد الشباب النصر الهلال من المنافسات الآسيوية، لكن بكل تأكيد ستشهد بطل دوري يستحق اللقب بكل جدارة. لا يمكن أن لا نمر على موقف الأهلي، وحقيقة أن الحالة التي فيها الأهلي يمكن تلخيصها بتصريحات عمر السومة بعد تعادلهم مع الفيصلي 2-2، السومة أظهر لنا حالة التوهان والضياع داخل أسوار الراقي قلعة الكؤوس، خاصة أنه صرح بعيداً عن المعتاد عليه من أي لاعب بعد أي مباراة، لا حديث عن مستوى فني ولا وعود للجمهور ولا شكر للزملاء في الفريق، إنما كان عن من يريد للأهلي السقوط، من كان في النادي وخرج ويهاجم الآن الأهلي، السومة الذي أصلاً هو ضمن قائمة اللاعبين الذي لم يحققوا ما هو منتظر منهم، إلا أنه تحدث بلغة إعلامي متعصب للأهلي، أو عضو مجلس إدارة، بل وحتى بلغة رئيس النادي، وهذا دليل على أن الأمور داخل أسوار الأهلي مغلفة مشتتة، والإدارة تبحث عن أي حل، حتى لو كان من لاعب يصرح عن شؤون النادي وإدارته. د. طلال الحربي - الرياض