تجسد تجربة الكتابة الإبداعية شعوراً فارقاً لكاتب هذه السطور المتواضعة بين زمن ما قبل الكتابة وما بعد الكتابة، وبخاصة لمن يمتهن حرفة كتابة الرواية، بحكم أن الرواية العربية كانت فتحاً جديداً بكل المقاييس، وفي اللحظة التي أثمرت فيها عن طبع أول عمل أدبي روائي لي، بعد سنوات من كتابة المقال الأدبي والقصة القصيرة وصدور أكثر من مجموعة قصصية، شكل ذلك مكنوناً داخلياً بخاطري جعلني أتنقل بين عواصم الوطن العربي محيطاً وخليجياً، رغبة في تقديم عملي من وحي الأجواء العربية. وقد أسعدتني التجربة الروائية الإبداعية مع ما أنجزته بفضل تلك الروح التي منحتني بعداً واقعياً بين الحلم والقدرة على السرد بشكل مختلف عما كان متعارف عليه، قبل لحظة ميلاد كتابة الرواية في حياتي. مع روايتي (حارس مرمي) التي جسدت سطوراً من المقاومة الفلسطينية فوق آلية وطن كبير، وكذلك روايتي (جميلة) التي استلهمتها من لحظة الخطي على أرض قسنطينةالجزائرية ووهران مروراً بالعاصمة الجزائر واستدعاء صور شهدائها المليون شهيد والنصف المليون شهيد وحاضرها ومستقبلها من خلال لغة أصدقاء وصديقات الحرف العربي وأهل الفن والرياضة والثقافة الأكاديمية التي شكلت حاضر الرواية العربية حقيقة بكل الصدق والتفاني في ذهني وواقعي الشخصي. لذا خرجت الرواية الأخيرة لي بعنوان: (جميلة) وهي تحمل كل عواصم الوطن العربي - السعودية - مصر - الكويت - العراق - الإمارات - الأردن - البحرين - فلسطين - لبنان - سورية - المغرب - تونس إلخ، بضمير جزائري عربي فيه النهار لا يعرف ليلاً طويلاً. وكأن جدتي وجدي قد أقسما أن العروبة هي دعواتهم الخالدة لحفيد نطق بكل لهجات الوطن قبل أن يخرج من الأرحام بألف عام؟! * روائي مصري عبدالواحد محمد *