من مر بالتجربة وعاش القصة وكان أحد شخوصها وجزءًا من أحداثها، ليس كمن سمع في ذات الزمن أو في زمن وبعد آخر، ومن يسمع ويطلع بعين المراقب المنفصل عن الاحداث مشاعرياً، ليس كمن هو في دائرة الحدث وواقع تحت ضغوطه المادية والمعنوية، ومن يفكر ويحلل ويستخلص ويتعلم ثم يقلب الصفحة ليكتب من جديد بروح وفكر وسلوك ناضج، أو على الأقل بدافع التحسين وإحداث التغير الإيجابي، ليس كمن يغرق في اللحظة ويطوي عليه الحاضر مودعاً المستقبل عائداً للماضي وعالقاً فيه. فلكل منا وجهة هو موليها ونحن في الدنيا نلعب في مساحة ضيقة نصارع الوقت والفكر ما بين رغبات ومُرغمات، منا من يجيد ويحسن اللعب، ومنا من يفشل ويعلن الخسارة ويقلبها جد وعداء. في هذا السياق ومنطلق منه جاءت هذه الزاوية (من الأعماق) تروي بأسلوب مقالي وقصصي، ما بين المباشرة والرمزية لتوصل عبرة ورسالة تختصر مسافة من التجارب وتكفيك عزيزي القارئ شر الألم والمواجع -بمشيئة الله- إن أحسنت فهمها وتدبرها فهي دليل إرشادي يشكل خلاصة حياة ومشاعر وسلوكيات بعضهم لبعضهم، وأنت لا شك جزء منهم حتى لو لم تكن في زمنهم أو مكانهم ذلك لأنك كائن بشري بنفس الجسد والمشاعر والسلوك المتوقع. فمن خلال تخصصي الأكاديمي والمهني في الإعلام والاتصال وبحثي ومواصلتي في العلاقات الإنسانية أكتب لكم بحب وشغف، ونبحر سوياً في هذا المجال لنفهم معاً تفسيراً منطقي وآخر لا يمت للمنطقية بصلة لأنه ببساطة من اللاوعي. ذلك المحرك الخفي الذي فعلياً هو القوة السلطوية الحاكمة في ذواتنا.. هنا نقترب منه نعطيه الأمان ليعطينا نتعمق بداخله وننكش ذاكرته وما توارى من ملفاته المخبئة لنستوضحه ونفهمه بقصد مساعدته حتى يحسن مساعدتنا في أوقاتنا الحرجة مع ردود أفعالنا الأولية ... ليكون عوناً لنا لا علينا، ويرشدنا إلى ما يناسبنا ويأخذ بأيدينا ليريح عقولنا وقلوبنا لنخرج جميعا من أزماتنا وتجاربنا المحبطة بسلام ونحن نقول بيقين الحمد لله نحن بخير.